
د علي السردي
أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حالة من الجدل على المستويين الإقليمي والدولي، بعد تصريحاته الأخيرة حول ما وصفه بـ "إسرائيل الكبرى". هذه التصريحات أعادت إلى الساحة الدولية نقاشات حادة تتعلق بالحدود الإقليمية، والدور الاستراتيجي لإسرائيل في الشرق الأوسط، علاوة على التأثيرات المحتملة على جهود السلام والمفاوضات السياسية القائمة في المنطقة.
اثارت تصريحات بنيامين نتنياهو مخاوف الدول المجاورة، الامر الذي يستدعي من الأنظمة السياسية لهذه الدول إعادة تقييم السياسات الدبلوماسية مع اسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني وحدود الاحتلال والاستيطان. من زاوية اخرى قد ينظر الي حديث نتنياهو قد يكون جزءًا من خطاب موجهه الى الداخل الاسرائيلي يهدف إلى تعزيز دعمه السياسي، في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجه حكومته.
على الصعيد الإقليمي، من المتوقع أن تتفاعل القوى العربية والدولية مع هذه التصريحات عبر مواقف دبلوماسية وتحركات سياسية محددة، تشمل متابعة أي تغييرات في السياسات الإسرائيلية والضغط على تل أبيب للامتثال للقرارات الدولية. كما قد تؤثر هذه التصريحات على العلاقات الثنائية مع الدول الشريكة في الاستقرار الإقليمي، لا سيما تلك التي تربطها بإسرائيل اتفاقيات تطبيع أو مصالح استراتيجية مشتركة.
وعلى صعيد السياسة الدولية أن مصطلح "إسرائيل الكبرى" يحمل دلالات جيوسياسية واضحة، قد تُفسَّر على أنها محاولة لإعادة تعريف الحدود التاريخية والجغرافية للكيان الإسرائيلي، ما يفتح حوارات واسعة حول السيادة والأمن القومي لكل من إسرائيل والدول المحيطة بها. وفي ذات الوقت، تبقى التساؤلات قائمة حول انعكاس هذا الخطاب على العملية التفاوضية مع الفلسطينيين، وعلى فرص تحقيق حل الدولتين الذي يشكل حجر الزاوية لأي استقرار طويل الأمد في المنطقة.
ختاما ان استمرار هذه التصريحات وتصاعد ردود الفعل الإقليمية والدولية، تعطي مؤشرات على حالة التواتر في الشرق الأوسط، وتستدعي مزيد من الجهود الدولية لمراقبة أي تغييرات قد تؤثر على الأمن والاستقرار الإقليمي ومسار السلام. السؤال المطروح في السياق: هل ستكون "إسرائيل الكبرى" مجرد خطاب سياسي داخلي، أم أنها لعبة سياسية قد تعيد تشكيل المعادلة الجيوسياسية في المنطقة؟