
عبد الله اليماني
تشهد العلاقة السورية الأردنية حالة من المد والجزر، وذلك منذ انطلاق ثورتها في درعا عام 2011، حيث كانت تسيطر عليها حالة انقطاع في العلاقات، بعدما تطاول السفير السوري بهجت سليمان على الأردن، وطلب الأردن مغادرته فورا واعتباره شخص غير مرغوب فيه.
وبعده تولى السفارة دبلوماسيين سوريين قائمين، بالإعمال وحتى يومنا الحالي. وشهدت السفارة في عمان من خلالهم إقامة علاقات، وطيدة مع الصحافة والاعلام، ما بين السفارة السورية، في عمان والصحافة والاعلام. وكانت السفارة هي المرجعية الوحيدة للصحافة والإعلام في الأردن.
أما اليوم فلا يوجد أي تعاون نهائيا مع الصحافة الأردنية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ذلك عائد، لتعليمات وزارة الخارجية السورية، او لعدم وجود سفير يتولى استقبال رجال الصحافة والاعلام؟
وتبيان ما تواجهه ما يجري في سوريا من تحديات؟
او عائد لعدم وجود شخصية قوية تستقبل رجال الصحافة والاعلام، يقدم لهم كل ما يلزمهم مما يطلبون لعملهم الصحفي والإعلامي، من معلومات تهم العمل الصحفي والإعلامي.
وحتى الامس القريب كانت السفارة السورية، في عمان هي المرجعية الأولى للحصول على اخبار سوريا عبر زياراتهم واجراء أحاديث صحافية. مع القائم بأعمال السفير واذكر منهم د. ايمن علوش والسفير الد كتور شفيق ديوب، ومحمد عصام نيال. والذي غضب مني عندما تناولت قضية تهريب المخدرات، والسلاح من سورية الى الأردن، بدعم ومباركة وعلم نظام الأسد. وبعد ذوبان الثلج، ومع قدوم عهد الرئيس احمد الشرع. فقد تكشفت عنها الحقائق، حيث تناولتها وسائل الصحافة والاعلام.
ودعا الأردن وكما قال: جلالة الملك عبد الله الثاني، الى انه يتوجب احترام (أرادة) السوريين، والوقوف الى جانبهم، وعلى ضرورة حماية امن سوريا ومواطنيها ومنجزات شعبها.
وكان الاعلام والصحافة الأردنية، وما زال نصير للقضايا العربية، بكل تجرد وحيادية، ومنها كانت قضية الشعب السوري، والويلات والعذاب والجوع والحرمان، والقتل والتعذيب والتشريد والتيه والضياع والمفقودين، فقد عاش الشعب السوري طوال سنوات الحكم السابق اشد أنواع الماسي الإنسانية، التي انتهكها النظام السابق، طوال سنيين حكمه. واضع بين يدي من يهمه الامر لماذا اليوم يتم تجاهل الصحاف، والاعلام الأردني من قبل الجهات السورية؟
لقد كانت أبواب السفارة في عمان سابقا مفتوحة، واليوم مغلقه. فهل ذلك يعود لعدم تعيين سفير سوري في عمان؟ لقد حاولت مرات عديده التواصل مع السفارة، وكذلك وزارة الخارجية السورية، ولكن لا حياة لمن تنادي. فهل نرى في القريب تعيين سفير له في عمان؟ ومنها ملف امن حدود البلدين وخاصة تهريب المخدرات والسلاح، من سوريا نحو الأردن.
وهنا يبقى السؤال الى متى تبقى أبواب السفارة مغلقه امام الصحافيين والإعلاميين الأردنيين؟
ويعلم الجميع ان رسالة الصحافي هي الدفاع عن الوطن العربي وانسانه والمعذبين فيه،
ويطالبون بوحدة الصف العربي، والحفاظ على الامن والاستقرار، وإنقاذ الشعب الوري ومعالجة جراحه النازفة، جراء تعرضه الى شتى صنوف التنكيل، والعذاب والقتل والتهجير. ووقف حمام الدماء التي اروت الأرض.
عبر ارتكاب الاف المجازر الوحشية البشعة وحشية، استشهد فيها مواطنون وجرحى بمجازر وحشية بشعة من خلال القصف الجوي والبراميل المتفجرة، والقصف المدفعي وغيرهما.
حيث عانى الشعب السوري جراء ظروفا اقتصادية مأساوية سابقا، فقر وتشرد، مارسها عليه نظام الأسد ورجالة، من خلال فرض الاتاوات والسلب والنهب والسرقات، والرشاوي من اعلى المسؤولين، الى ادناهم، الى جانب الدمار في الممتلكات، وتحويل العديد من المدن والقرى الى أماكن اشباح.
واليوم الشعب السوري على أبواب مرحلة جديدة، بعدما عاش معارك الحرية، وملاحم البطولة والفداء والتضحيات وهي ترفع شعارات (الحرية)، بانتخابات برلمانيه تتم لأول مرة في عهد النظام الجديد، لانتخاب (210) عضو لمجلس الشعب السوري، من خلال انتخابات حرة نزيهة، تختلف عن سابقاتها في مجلس شعب كان أعضاؤه لا يملكون الجرأة والشجاعة كون كانت تسيطر عليهم الرعب والخوف من قمع ذاك النظام. فلا يعبرون عن رأيهم الا بالوقوف والتصفيق والتأييد. واخيرا أتمنى لأبناء الشعب العربي السوري، ان يعيش بأمن وسلام واستقرار ومحبة ووئام، وعزة نفس، وكرامة، وإباء. ويعبر عن ارادته وهمومه وتطلعاته ومستقبله بكل ديمقراطية.