كنب حسين الذكر- العراق
صحيح ان بطولة كاس العرب تجري خارج يوم الفيفا وانه لا مجال لاشتراك نجومهم المحترفين في الدوريات الكبرى والتي تضررت منه منتخبات مثل ( المغرب وتونس والجزائر ومصر ) لامتلاكها عدد ممن يشكلون اعمدة اساسية في انديتهم هناك .. لكن كان يفترض على الاتحادات العربية ان تعي اهمية موقعية واثر ومعنى بطولة كاس العرب التي تجري تحت مظلة واعتراف الفيفا مباشرة وايامها وارقامها معترف بها فضلا عن كون البطولة ليست للترفيه – كما يحاول البعض ان يبرر اخفاقاته – ولا لمجرد اسقاط الفرض ولا للتعبير عن الانتماء فحسب .
بطولة كاس العرب لها دلالة ومكانة وهي فرصة كبرى للاتحادات المعنية ليس لاكتشاف النجوم بل لتاكيد نجاح سياسات الصناعة الكروية في بلدانهم فبطولة بهذا الحجم الدولي والرعاية الفيافوية وتسليط الاضواء والمنافسة والاعلام والمتابعة الجماهيرية التي بلغت ارقاما قياسية في بطولة لم تصل الى مشوارها النهائي بعد تعطي انطباعا اساسيا على ان البطولة مهمة وبقلب الحدث بل ولقدرتها على صناعة الحدث .
الفهم الفلسفي للاحداث ( البعدوية ) هو الخلل في العقلية التي جعلت بعض الفرق تنظر من اعلى سلم التصنيف الدولي للفيفا رقميا لا معنويا واحترافيا مما اوقع بعض الاتحادات بالمحظور .. الذي غادرت بسببه منتخباتها مبكرا دون ان يكون لها حضور على مستوى البعد والمكانة التي تحظى به بلدانها ..
هنا خطا آخر ارتكب بحق هذه الدول التي جعلت من الدوحة 2025 محطة استراحة سياحية او تجريب بعقلية مقلوبة ادت الى ما ادت اليه وعلى الاتحادات المخفقة تحمل مسؤولية ما سيقع عليها جراء الضغط الجماهيري ..
الجماهير اصبحت شريكة في قيادة دفة كرة القدم في بلدانها فلم تعد النوافذ مغلقة والقرارات لا تتخذ بمحيط طاولة مستديرة ضيقة فعالم العولمة غير القواعد وعلى المسؤول ان يعي حجم وتاثير الجماهير الناطقة بلغة النقد الوجداني الصريح وهي اول المتضررين من سوء النتائج واخر المستفيدين مما يجعلها حصان التغيير القادم لكل ما يحصل في كرة القدم .
وائل جمعة نجم الكرة المصرية ومدافعها الصلب واحد اركان التحليل بقناة بي ان سبورت العالمية تحدث بحسرة وغضب عن خروج مصر المبكر من البطولة بل عدها مفاجئة موجعة ان تغادر مصر دون فوز وبنقطتين وبخسارة ثقيلة من الاردن المتالق في مشاويره الاحدث ..
دعونا نستبطن بعض ما اوجع وائل جمعة ولمح اليه : ( أتمنى أن يُحاسب المسؤول عن الفشل فمنذ سنوات لا أحد يحاسب المسؤولين الفاشلين والجمهور فقط هو من يحزن ، ينبغي محاسبة كل من شارك في هذه المهزلة سواء عن قصد أو حتى دون قصد، لأن اسم مصر كبير جدًا في كرة القدم العربية) !




