شريط الأخبار
كلية عجلون الجامعية تشارك في الحملة الوطنية للنظافة بمحافظة عجلون برشلونة يعتزم اتخاذ إجراءات تأديبية ضد تير شتيغن بيان سوري تركي مشترك حول دعم الاقتصاد وتعزيز التعاون بين البلدين زيلينسكي: ناقشت مع ترامب العقوبات المفروضة ضد روسيا واتفاقا محتملا لإنتاج المسيرات وفاة أسطورة بورتو بشكل مفاجئ في مقر التدريب عجز الموازنة الفرنسية بلغ 100.4 مليار يورو في النصف الأول من 2025 إرنا: تعيين علي لاريجاني أمينا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني جماهير دوسلدورف تجبر النادي على التخلي عن التعاقد مع لاعب إسرائيلي بسبب دعوته لمحو غزة ولي العهد يعزي بوفاة شقيقة مدير دائرة المخابرات العامة العودات: الأردن دولة متماسكة تستمد قوتها من وعي شعبها وحكمة قيادتها وزير الخارجية يبحث مع نظيره التشيكي العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة الملك يتسلم نسخة من تقرير حالة حقوق الإنسان في الأردن محافظون يؤدون اليمين القانونية أمام الملك (أسماء) المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب كمية من المواد المخدرة بواسطة طائرتين مسيّرتين مسؤول سوري: نتواصل مع الإنتربول لتسليم بشار الأسد الأردن مستمر بقيادة الجهود الدولية لإرسال المساعدات الجوية إلى غزة منذ تأسيسها.. 556 مليون دولار مجموع مساعدات الخيرية الهاشمية لفلسطين التجديد لرؤساء الأردنية والتكنولوجيا والألمانية.. وعدم التجديد لليرموك وإعفاء الطفيلة الخيرية الهاشمية: نحو 117 ألف أسرة عفيفة تستفيد سنويا من دعم الهيئة وزارة الصناعة والتجارة تتعامل مع 4 قضايا تدابير وقاية ومكافحة إغراق

البدو يعَسَّون أرض البادية بحثًا عن ربيع الصحراء

البدو يعَسَّون أرض البادية بحثًا عن ربيع الصحراء

القلعة نيوز - ينتظر أصحاب المواشي من البدو في شرق الأردن الشِّتاء الذي تأخر وربيع الصحراء بفارغ الصَّبر رحمة ببهائمهم الرُّتع، وانطلقوا في هذا الوقت من العام في رحلة الشتاء لمعاينة مراعي أغنامهم قبل الانتقال إليها والإقامة فيها في عملية يطلقون عليها أهل البادية الأردنية "عَسَّ" الأرض.


ثلاث عائلات بدوية أردنية بدأت رحلة لثلاثة أيَّام إلى منطقة السِّيب والبستانة ومعيزيلة والحرَّة والحماد والرقبان شرق مدينة الرويشد والقريبة من الحدود الأردنية السعودية العراقية، يحملون معهم كل التَّجهيزات التي تضمن عودتهم سالمين غانمين إلى منازلهم، تهدف رحلتهم فقط لمعاينة المناطق الصَّالحة للرَّعي فأغنامهم وحلالهم بحاجة إلى الرَّبيع.

وتبين أن أبناء هذه المناطق لا اتصالات لديهم فهم فقط مع مواشيهم وعائلاتهم يعيشون الحياة الصَّحراوية بكل تفاصيلها، وإن قرَّر أحد أبناء المنطقة الوصول إلى سوق الرويشد البعيد عنهم حوالي 100 كيلو متر يُحضر كل حاجيات جيرانه وأبناء المنطقة.

يقول سالم الجبور، أحد سكان البَّادية وأصحاب المواشي عن رحلة "عَسَّ" الأرض، إنَّها رحلة سنوية جماعية لا تحتمل أن يذهب الشَّخص منفردًا حيث إنَّها رحلة ممتعة في البادية الأردنية، يبحث فيها البدو وأصحاب المواشي عن علامات الرَّبيع والمناطق التي سيتواجد بها بعد حالات عدم الاستقرار الجوي التي سادت قبل أيَّام واستفادت منها عدد من المناطق الصَّحراوية كثيرًا.

ويضيف، أنَّ الرَّحلة كانت نقطة الوصول فيها هي منطقة السِّيب والبستانة ومعيزيلة والحماد والحرَّة الأردنية والرقبان، وفي هذه المناطق يعيش السكان بلا اتصالات وأقرب نقطة عليهم للتزود هي الرويشد، وعندما يقرر أحد السكان الذهاب إلى الرويشد يتفقد كل أبناء المنطقة إن كانوا يحتاجون إلى أي شيء، في مجتمع يسوده التقليد القديم الجديد وهو التكافل والتعاون وإغاثة الملهوف.

ويقول، إن الرحلة لا تهدف للتنزه ولكنها بحثًا عن كلأ وماء السماء لمواشيهم، وأن "الغرز" هو أحد أكثر مهدِّدات الرحلة بمعنى أن عجلات المركبات تغور في الأرض الطينية أو الرملية ولذلك فالذهاب يجب أن يكون بسيارات مجهزَّة، وفي اليوم الأول تم الانطلاق منذ الفجر وتمَّ تعبئة السيارة بالوقود من آخر محطة في الرويشد، وبعدها وصلنا إلى منطقة البستانة وفي الطريق كانت كل المناطق المنخفضة في البادية مليئة بالمياه وكان هذا بُشرة خير لأصحاب المواشي بأن الرَّبيع قادم بإذن الله.

ولفت إلى أن لا معالم في منطقة البستانة سوى مخفرها القديم، لكن ما يبعث على الطمأنينة لسكان تلك المناطق وجود قوات حرس الحدود والجيش العربي قربهم على مدار الساعة، لافتًا إلى وصولهم إلى منطقة السيب وهي منطقة لا معالم فيها وبالقرب من منطقة البستانة هناك بئر ارتوازية، ولذلك فإن الدليل إلى تلك المناطق يكون غرب وجنوب وشرق البستانة، والتي اشتهرت بمركزها الأمني القديم.

وكما هو متوقع، يقول الجبور واجهنا إحدى متاعب هذه الرِّحلة بغرز إحدى المركبات لكن لحسن الحظ كنَّا قريبين من سكان المنطقة الذين ساعدونا، وأكملنا الرحلة ورصدنا ربيع الصحراء بالسيب ومعيزيلة، وقضينا الليل عند أهل المنطقة الذين أكرمونا بالطعام والشراب، ودارت تعاليل السكان عن أماكن سقوط المطر وأين من المتوقع أن ينبت العشب، وعن اعتداء الحيوانات المفترسة على مواشيهم وكلها قصص وروايات كانت من الماضي لكنهم يفتخرون بها.

ويقول، إن أجمل ما في هذه الرحلة هو يد الجماعة التي تعمل كل شيء معا، وتقوم بعمل يعين الجميع على الحياة، وخلال هذه الرِّحلة وفي اليوم الثَّاني قرَّرنا الذِّهاب إلى الحرَّة الأردنية وهي منطقة مليئة بالحجارة السوداء وهي منطقة وعرة وليس من السهولة التجول بها، ولذلك تمَّ تحديد الطرق التي ستسلكها المركبات لتحديد مكان إقامة مواشيهم، وتختلف الحرَّة عن الحماد، بأنَّ أرض الحماد الصَّحراوية هي أرض سهل وليست صخرية وبعيدة عن الحجارة السوداء بعكس الحرَّة.

وقال، إنَّ اليوم الثَّالث من الرّحلة خلص إلى معاينة المنطقة من تلول الأشقف وحتى 20 كيلو مترا إلى الجنوب منها، وهناك كانت الدَّولة مشكورة قد أقامت حفائر مائية عديدة لتجميع مياه الأمطار القادمة من حالات عدم الاستقرار الجوي والمنخفضات الجوية، والهدف منها تقديم الفائدة لسكان تلك المناطق والمزارعين وأصحاب المواشي.
وانتهت رحلة "عَسَّ" الأرض ولم تنتهي آمال أصحاب المواشي في الصحراء الأردنية من شتاء قادم ينبت لهم الزَّرع ويُدر لهم الضَّرع، ورغم قسوة تلك المناطق وبعدها عن صخب المدينة إلا أن هناك تقاليد قديمة وحياة تفيض تماسكًا وتعاضدًا.

بترا- بركات الزيود