شريط الأخبار
الجيش: القبض على شخصين حاولا التسلل من الواجهة الشمالية تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن إسرائيل تخصص 34.6 مليار دولار لميزانية وزارة الدفاع في 2026 6 آليات اسرائيلية تتوغل في ريف القنيطرة مستوطنون اسرائيليون يحرقون مركبتين شرقي رام الله قمة أردنية أوروبية بعمان في كانون الثاني 2026 بلدية غزة: تقليص خدمات جمع وترحيل النفايات بسبب نفاد الوقود يهدد بكارثة صحية وبيئية الغذاء والدواء تؤكد أن إجراءاتها الرقابية مستمرة من خلال فرق متخصصة اليونيفيل: الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان انتهاك واضح للقرار الأممي 1701 القضاة: 284 ألف زائر لمهرجان الزيتون حتى اليوم السابع وارتفاع كبير في المعروض والمبيعات المنتخب الوطني يلتقي نظيره الكويتي ببطولة كأس العرب غدا القائم بالأعمال التايلندي: زيادة التبادل التجاري مع الأردن بنسبة 60 بالمئة اليوم الدولي للمتطوعين تلاحم اجتماعي وحضور شبابي سعر النحاس يقفز لمستوى قياسي أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا وزير العمل: شبهات اتجار بالبشر واستغلال منظم للعمالة المنزلية الهاربة وزير الصناعة: الفوز بجائزة التميز الحكومي العربي تأكيد على تطور الأداء العام والإصلاحات وزير المياه: اتفاق أردني سوري لإنعاش الأحواض الشمالية قريباً الوزير الرواشدة عن "منحوتة " لواء الشوبك : تجمع روح التاريخ وعراقة المكان ( صور ) "مصير محتوم للعملاء".. مغردون يعلقون على مقتل ياسر أبو شباب

صلات المصالح بين أمريكا وروسيا وإعادة التقسيم لمناطق النفوذ العالمية

صلات المصالح بين أمريكا وروسيا وإعادة التقسيم لمناطق النفوذ العالمية
القلعة نيوز- أحياناً حين نتأمل الصورة العالمية الحالية، نواجه التحولات الراديكالية في توازنات القوى العالمية. فما بدأ عهد سقوط جدار برلين ثم انهيار الاتحاد السوفيتي، تم بدء مرحلة من الهيمنة الأمريكية المنفردة لم تدم طويلاً.

الانتقال من عالم أحادي القطب إلى متعدد الأقطاب

عاش العالم منذ 1991 وهماً اسمه "النظام العالمي الجديد" بقيادة أمريكية مطلقة. لكن الواقع أثبت أن هذا النموذج لم يكن مستداماً. فقد استنزفت الحروب في أفغانستان والعراق القوة الأمريكية، بينما استغلت روسيا والصين هذه الفترة لإعادة بناء قدراتهما وتوسيع نفوذهما.

أتذكر انه في الخطاب بوتين في ميونخ عام 2007، وكان مثل إعلان رسمي عن تجاهل روسيا للهيمنة الأمريكية. في ذلك الوقت، استخف الكثيرون بقدرة روسيا على التصرف، لكن الأحداث اللاحقة - من جورجيا إلى أوكرانيا - أبرزت حزم موسكو و جبروتها و كما نقول كان هناك جمر تحت الرماد .

المصالح المشتركة الخفية

ما يثير الاهتمام في العلاقة الروسية-الأمريكية هو ذلك التناقض الظاهري: خطاب عدائي علني يخفي وراءه تنسيقاً ضمنياً هذا التنسيق يلجمه قواعد القوة و معادلات الربح و الخسارة . لقد لاحظت أن البلدين، رغم خلافاتهما المعلنة، غالباً ما يتفقان على تقاسم مناطق النفوذ .

خذ سوريا مثالاً: ظاهرياً، وقفت روسيا وأمريكا على طرفي نقيض. لكن عملياً، تقاسم الطرفان مناطق النفوذ، مع احترام كل منهما لخطوط حمراء معينة. لم تتدخل أمريكا بشكل مباشر لإسقاط الأسد بعد التدخل الروسي و لم تتخلى عن نفوذها في المياه الدافئة عند سقوطه على يد المجموعات المدعومة تركيا و اقليميا و غربيا و دون اي مقاومه تذكر من قبل الحكومة و الجيش السوري .

الضحايا المحتملون في النظام العالمي الجديد

من يتتبع المشهد يدرك أن القوى الإقليمية قد تكون الخاسر الأكبر. المحللين من الشرق الأوسط يشعرون بقلق من أن المنطقة ستظل ساحة صراع وتقسيم نفوذ، دون اعتبار لمصالح شعوبها.

في أمريكا اللاتينية، نرى محاولات لتقويض استقلالية دول مثل فنزويلا وبوليفيا، التي تسعى للبقاء بعيدة عن العباءة الأمريكية. أما في آسيا، فالمنافسة الأمريكية-الصينية تضع دول المنطقة أمام خيارات صعبة.

مستقبل أوروبا المأزوم

أوروبا أمام معضلة حقيقة تسبب بالقلق. من جانب، تلاصقها علاقة تاريخية وآمنة مع الولايات المتحدة، وبهذا الجانب، تتعاطف اقتصادياً مع روسيا (الطاقة) والصين (التجارة). أزمة أوكرانيا كشفت هشاشة الموقف الأوروبي، ووجدت نفسها تدفع ثمن صراع لم تكن طرفاً فيها مباشراً، .

في برلين ملفت سماع الألمان العاديين يطرحون سؤالاً: لماذا تتحمل بلادهم العبء الاقتصادي لصراع بعيد، فيما تستفيد أمريكا من بيع الغاز المسال وصفقات السلاح؟ ، الان المقالات تتحدث عن انهيار الاقتصاد الالماني -اقتصاد ملك اوروبا- و ذلك لعدم وصول الغاز الروسي الرخيص .

الكتلة الأوراسية البديلة

نحن نشهد تشكل كتلة اقتصادية وسياسية أوراسية قوية، تضم الصين وروسيا والهند ودول أخرى. مجموعة بريكس توسعت لتضم السعودية وإيران ومصر، مشكلة كتلة تمثل أكثر من 45% من سكان العالم.

هذا التحول ليس مؤامرة ضد الغرب كما يصوره البعض، بل هو سعي طبيعي من قوى صاعدة لمكانة تناسب حجمها الاقتصادي والبشري. مع ذلك، فإن تأثيره على النظام العالمي قد يكون عميقاً.

ماذا ينتظر العالم؟

التاريخ يعلمنا أن انتقالات القوة نادراً ما تكون سلسة. الفترة المقبلة ستشهد على الأرجح صراعات بالوكالة، وضغوطاً اقتصادية، وحروباً تجارية. لكن الأمل يكمن في أن تتعلم القوى الصاعدة من أخطاء من سبقها، وأن تدرك القوى التقليدية حتمية التغيير.

ختاماً، علينا جميعاً - كمواطنين وكمجتمعات - أن ندرك أننا نعيش لحظة تاريخية فارقة. القرارات التي تتخذها الدول اليوم ستشكل عالم الغد. والشعوب التي ستنجو وتزدهر هي تلك التي ستطور قدراتها الذاتية، وتبني تحالفات متوازنة، وتضع مصالحها الوطنية فوق الاصطفافات المفروضة من الخارج.
يعقوب اسعيد