شريط الأخبار
عاجل: الامن العام : سقوط صاروخ في منطقة الدوار السابع غير صحيح وسائل إعلام إسرائيلية: قتيل وأكثر من 10 إصابات بالرد الإيراني عاجل : الأمن العام يعلن انتهاء فترات الإنذار ويدعو لاتباع التعليمات العين الحواتمة: الأردن يحترم سيادة الدول ولا تسمح لأي دولة بالتدخل في شؤونه عاجل: إسرائيل تشن هجومًا في اليمن وأنباء عن عملية بالغة الاهمية عاجل: إغلاق حركة الطيران في الاجواء الأردنية حتى إشعار آخر عاجل : دفعات جديدة من الصواريخ الإيرانية تضرب إسرائيل عاجل: الأمن العام يُجدد التحذير بضرورة عدم الاقتراب من أي أجسام غريبة، وينشر جملة من الإرشادات الملك يبحث مع الرئيس التركي سبل تهدئة التوترات الإقليمية الخطيرة الملك يؤكد مع الرئيس القبرصي أن الوضع الراهن يتطلب جهدا جماعيا لخفض التصعيد حديث الملك بمجلس الأمن القومي: الدبلوماسية واحترام القانون الدولي هما السبيل لتحقيق الاستقرار بالمنطقة وزير الخارجية ونظيره الإماراتي يبحثان التصعيد الخطير في المنطقه وسائل اعلام اسرائيلية : إسرائيل ترسل أسرابًا من الطائرات نحو ايران إدارة الازمات يجدد إراشاداته للمواطنين إجلاء عائلات وزراء ومسؤولين إسرائيليين إلى ملاجئ تحت الأرض وزير الخارجية ونظيره البرازيلي يحذران من خطورة ما تشهده المنطقة من تصعيد ترامب: أنا وبوتين نشعر بأنّه ينبغي إنهاء الحرب بريطانيا سترسل معدات وطائرات حربية إلى الشرق الأوسط مقتل نائبة ديمقراطية وزوجها في هجوم مسلح .. وترامب يتوعّد الدفاعات الإيرانية تبدأ التصدي لهجمات إسرائيلية

الهاشميون في قلب الملعب.. حين عبر الأردن إلى المجد العالمي

الهاشميون في قلب الملعب.. حين عبر الأردن إلى المجد العالمي
الهاشميون في قلب الملعب.. حين عبر الأردن إلى المجد العالمي

الأديب عدنان قازان

لم يكن طريق الأردن إلى كأس العالم مجرّد رحلة رياضية، إنما عبورٌ وطنيٌ إلى لحظة مجدٍ تماهت فيها إرادة الشعب مع صدق القيادة، فكتب النشامى والهاشميون معًا قصةً تتجاوز حدود الملاعب، وتحمل في أعماقها حكاية وطنٍ حيّ ينبض بالانتماء، ويعيد تقديم هويته أمام العالم بروح أقوى وصورة أبهى.

منذ المباراة المفصلية أمام عُمان، اختار سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني أن يكون بين الجماهير، على مدرجاتهم، لا في المقصورة الرسمية؛ يصنع معهم الذاكرة، ويقاسمهم الحماسة والفرح، لم تكن تلك الصورة مشهدًا عابرًا، وإنما رسالة صادقة تنطق: "نحن منكم، ومعكم، نؤمن بكم ونفرح بنجاحكم"، كانت تلك اللقطة كفيلة بإشعال القلوب، وإعادة تعريف العلاقة بين القيادة والشعب، لتغدو أقرب، أصدق، وأعمق من أي وقت مضى.

وفي المشهد الأردني الأبهى، أضاءت الأسرة الهاشمية مدرجات مباراة العراق؛ جلالة الملك عبدالله الثاني، جلالة الملكة رانيا العبدالله، سمو ولي العهد، وسائر أفراد العائلة الهاشمية، حضروا من قلب الملعب، لا من خلف الزجاج، يشاركون النشامى لحظة العز، حيث العَلم يرفرف، والدمعة تسيل، والهتاف يعلو، حضورهم كان تجسيدًا صادقًا لوطن بأكمله، إنجازه ملك لكل أردني، وموضع فخر تتبناه القيادة وتكتبه ذاكرة الدولة عنوانًا للإرادة والإيمان

الحضور الملكي لم يكن مجاملة، ولا بروتوكولًا عابرًا، كان فعلًا مقصودًا، ورسالة بليغة، اختارت أن تُخاطب الأردنيين بالفعل لا بالكلام، وأن تقترب من مشاعرهم عبر الميدان لا منابر السياسة، حضورٌ يربط العشب الأخضر بأروقة القرار، ويُجسّد قيادةً تعيش النبض الشعبي، وتفرح مع الناس، وتتابع الإنجاز بعين الوطن وقلب المواطن.
المشهد لم يكن صورة عابرة، ولا لحظة مجاملة، إنما موقف حيّ، ينحاز للفرح العام، ويشارك الناس شغفهم بكل صدق واعتزاز، فالهدف الذي يسكن الشباك لا يُدوَّن في سجلات الرياضة فقط، بل يفتح نافذة جديدة للأمل، ويُجسد حلمًا جماعيًا تُباركه القيادة، وتفخر به الدولة، ويعيش أثره كل أردني صدق الطريق وآمن بالوصول.

إنها قيادة تُشارك الشعب أفراحه كما تقف معه في التحديات، تُدرك أن كرة القدم تجاوزت كونها رياضة، فأصبحت مرآة للهوية الوطنية، وساحة للتعبير عن الطموح، ومنصة يُطل منها الأردن كدولة نابضة، تحب الحياة، وتؤمن بالإنجاز الجماعي.

التأهل التاريخي إلى كأس العالم لم يكن انتصارًا رياضيًا عابرًا، وأنما لحظة عبور إلى المشهد العالمي قدّم فيها الأردن نفسه على حقيقته: شعبٌ طموح، وقيادة مُلهِمة، ومنتخب يُقاتل بإصرار، لم تكن المسألة ثلاث نقاط تُحسم في الملعب، وإنما مناسبة يتحوّل فيها العشب الأخضر إلى ساحة يُعاد من خلالها تقديم الأردن كدولة واثقة، قادرة على المنافسة، وعلى التأثير والتألّق بين الكبار.

وفي لحظة الخسارة أمام العراق، لم تهتز قيمة الإنجاز، فالحكاية لم تُولد في تلك المباراة، ولن تُختتم عندها، التأهل كان قد حُسم، والدعم الملكي ظلّ راسخًا، والرسالة باقية في معناها: "أنتم الأبطال، أنتم من رفع اسم الأردن عاليًا، ونحن معكم دائمًا، في الانتصار كما في التحدي، في الميدان كما في الظل".

المرحلة القادمة تتجاوز مجرد إعداد منتخب للمشاركة في كأس العالم؛ إنها نداء لتأسيس منظومة رياضية متكاملة، تصنع الأبطال، وتغرس الطموح، وتمنح الرياضة دورًا وطنيًا مؤثرًا يُضاهي مكانة الاقتصاد والتعليم والسياسة، بين يدينا دعم ملكي واضح، وتفاعل شعبي نادر، وصورة مشرّفة عبّرت عن الأردن أمام العالم، وقد آن الأوان لأن تتحرك الاتحادات، وتنهض المؤسسات، ويُسهم الإعلام والمجتمع، لتحويل هذا الزخم إلى مشروع دائم، لا إلى لحظة عابرة.

في كأس العالم، سيرفرف علم الأردن بين أعلام العالم، لكن لحظة الدخول الحقيقية بدأت قبل انطلاق الصافرة، حين بدا المشهد أكثر من رياضة: ملكٌ بين شعبه، وولي عهدٍ يجلس على المدرجات لا في المقصورات، وملكة تهتف من القلب، لا من خلف الحواجز.

هكذا تُصاغ حكاية وطن، وهكذا يُكتب المجد: بقيادة تحيا في الناس، لا فوقهم؛ تفرح معهم، وتؤمن أن المستقبل يحمل دائمًا ما يستحق الانتظار.