شريط الأخبار
مشروبات تعزز الكولاجين لدعم صحة بشرتك وشعرك ومفاصلك أفضل ألوان البلاشر لإبراز جمال البشرة السمراء ساندويش فرانسيسكو باللحم طريقة عمل دبس التمر الأصلي مشروبات تعزز الكولاجين لدعم صحة بشرتك وشعرك ومفاصلك هو مليونير مصري.. هل تزوجت الإعلامية رضوى الشربيني سراً؟ 390 لاعبة يشاركن ببطولة المراكز للجمباز بالأسماء .. فاقدون لوظائفهم في وزارة الصحة الأرصاد الجوية: طقس معتدل الأحد وحالة عدم استقرار الإثنين مساءً بالأسماء .. فصل التيار الكهربائي عن مناطق في المملكة اليوم بالأسماء .. مؤسسات حكومية تدعو مرشحين لاجراء المقابلة الشخصية بدء استقبال طلبات التوظيف لأبناء المتقاعدين العسكريين اليوم -رابط ارتفاع عدد الأحداث المستفيدين من التدابير غير السالبة للحرية إلى 3182 خلال 2024 "وزير الثقافة" يكشف عن الهوية البصرية لقرى الكرك " ذات راس " - فيديو إضاءة شجرة عيد الميلاد في إربد أبو غزالة: ثروتي لا تتجاوز 100 ألف والإجازات رشوة الحكومات للشعوب وزير الثقافة : ‏إسدال الستار على ألوية الثقافة لا يعني نهاية النشاط بل يشكّل بداية عمل ثقافي مستمر مندوبا عن وزير الثقافة .... العياصرة يرعى اختتام فعاليات لواء الثقافة الأردنية في المعراض ماكرون يعلن عقد اجتماع للدول الداعمة لأوكرانيا الثلاثاء ترامب: اقتراحي الحالي بشأن أوكرانيا ليس عرضا نهائيا

د. محمد فرج.. يكتب: الدعاية الإسرائيلية سلاح يتقدم المعركة

د. محمد فرج.. يكتب: الدعاية الإسرائيلية سلاح يتقدم المعركة
القلعة نيوز _ كتب: الدكتور محمد نصرالله فرج
منذ نشأتها، لم تعتمد إسرائيل على القوة العسكرية وحدها لفرض وجودها، بل سارت في خط موازٍ لبناء واحدة من أكثر منظومات الدعاية والإعلام احترافًا وتأثيرًا في العالم. فمنذ إعلانها كدولة عام 1948، حرصت على تشكيل رواية إعلامية تظهرها كضحية دائمة وسط محيط معادٍ، وتحجب حقيقة كونها دولة احتلال تمارس القمع، وتشن الحروب، وتوسع الاستيطان على حساب شعب أعزل.

استثمرت إسرائيل طوال عقود في ترويج صورتها على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والمحاصرة من جماعات متطرفة تهدد وجودها. وقد وجدت هذه الرواية آذانا صاغية في معظم وسائل الإعلام الغربية، بفضل النفوذ المتجذر للوبيات الصهيونية داخل المؤسسات الإعلامية والسياسية الدولية، حيث يمنع استخدام مصطلحات مثل "الاحتلال أو الاستعمار أو الإبادة" عند الحديث عن سياسات إسرائيل، بينما تمنح مصطلحات مثل "الدفاع عن النفس والرد على الإرهاب" حصرية لسردية الجيش الإسرائيلي.

وفي كل حرب تشنها إسرائيل، في الوطن العربي وخاصة في فلسطين، تعمل أجهزتها الإعلامية والاستخباراتية على تسويق صورة مفادها أنها تخوض حربا اضطرارية، وتتجاهل عمدا الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين. تفتح أبواب المحطات الإخبارية الكبرى أمام الناطقين باسم الجيش الإسرائيلي، بينما يُغيب الصوت العربي والفلسطيني أو يقدّم كطرف مشبوه، في مشهد يعكس اختلالا عميقا في ميزان العدالة الإعلامية.

في المقابل، تستخدم إسرائيل سلاح الإشاعة كجزء لا يتجزأ من حربها النفسية ضد الخصوم. وهي إشاعات موجهة بدقة، تبث لتفكيك الجبهات الداخلية للمقاومة، أو لضرب الثقة الشعبية بقياداتها، أو لتأليب الرأي العام العربي والدولي. وقد شهدنا مرارا تسريبات كاذبة عن خلافات داخلية، أو اغتيالات، أو صراعات مزعومة بين فصائل المقاومة، سرعان ما يتضح زيفها، لكن بعد أن تكون قد أدت غرضها في بث البلبلة.

في العصر الرقمي، ازدادت قوة هذه الدعاية، حيث تنشط إسرائيل عبر آلاف الحسابات المجهولة أو المدارة من قبل الجيش الإلكتروني أو الوحدة 8200 التابعة لها، لبث روايات مزيفة، وتحريف مقاطع الفيديو، ونشر أخبار مضللة، وتوجيه النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي. كما تستخدم تقنيات متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي وتعديل المحتوى، لإرباك المتلقي وإغراقه بمعلومات متضاربة، تجعل من الصعب الوصول إلى الحقيقة.

وما شاهدناه من الدعاية الإسرائيلية خلال الضربة الأولى على إيران، وما رافقها من إشاعات مكثفة عن انهيار النظام الإيراني، لم يكن سوى محاولة مدروسة لخلخلة الجبهة الداخلية، وبث الذعر والإرباك، عبر روايات مضللة تستهدف معنويات الشعب وتماسك مؤسساته.

ومع ذلك، فإن قدرة إسرائيل على التحكم في الرواية بدأت تتآكل. فقد شهدت حرب غزة تحوّلا نوعيا في وعي الشعوب، وباتت منصات التواصل الاجتماعي فضاءً مفتوحا لكشف الحقائق، بالصوت والصورة، دون وسطاء أو رقيب. في العدوانات المتكررة على غزة، وثقت كاميرات الهواتف المحمولة جرائم الاحتلال، ووصلت مشاهد القصف والدمار إلى العالم لحظة وقوعها، ما أجبر إسرائيل أحيانا على التراجع عن مزاعمها، تحت ضغط الرأي العام الدولي.
لقد أثبتت الدعاية الإسرائيلية أنها سلاح مركزي في المعركة، لكنها لم تعد قادرة على إخفاء الحقيقة كما في الماضي. اليوم، بات الصوت الفلسطيني أقوى، والمقاومة لا تُواجه فقط بالسلاح، بل بمنصات الإعلام والمعلومة، التي تحولت إلى ميدان حقيقي للمواجهة، لا تقل فيه الكلمة أهمية عن الرصاصة.