إن لم تكن فرصة العرب للتوافق قريبة فإنها أقرب ما تكون اليوم ،ولكن من يمتلك إرادة زمام المبادرة فالحالة ضرورة وتحتاج إلى جرأة قائد .
كما أن ما أقوله قد يراه البعض بعيد وأشبه بالمستحيل ولكنه قابل للتطبيق وبيئة اليوم مناسبة لذلك .
إن مجمل التحديات والأخطار التي تحاط بالأمة وقد يحاط غيرها في الأيام القادمة نستطيع تحويلها إلى فرصة ذهبية للإلتقاء والتجمع ،وإيجاد الحاضنة المناسبة للشباب العربي لكي يؤمن بقدراته وقدرات القادة العرب بعيداً عن أهواء الحاقدين وطمع الطامعين .
وإن أمة يعرب قد عاشت صيف حار ،واصفرار خريف ،وزمهرير شتاء وحان الوقت لتنعم بحلل ربيع واخضرار .
وأقل ما يمكن إكتسابه من خلال هذه التجربة هو إستفزاز الواقع الموجود لإكتشاف ما فيه ومن فيه ،وبالتالي تحريك كل الملفات وإيضاح مواطن الخلل التي قد تكون مغيبة بتخطيط أو غير تخطيط .
أما عن ميدان السياسة فإنها ستكشف لنا التيارات السياسية والقيادات السياسية والقيادات الخفية ،واللاعبون الأساسيون ،ولكي نصطاد سمكاً علينا تحريك كل ما هو راكد وإن لم نصطاد اليوم فقد عرفنا جيداً مكان السمك وأماكن الطين والأوساخ والزبد وكل العوالق الأخرى بتغذية راجعة صحية سليمة تبنى لأجلها الأوطان .
وهذه الأمة لن تموت ولو قُدّرَ لها أن تموت ما جعلها الله أمة الرسالة الخالدة، وخاتمة الأمم التي تحمل خاتمة الشرائع لخاتم النبيين، فهي باقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها .