القلعة نيوز- كتبت الكاتبة رانيا زريقات
بعد أربعين عاما ،و بعد أن كانت عمان مدينة ولادة أحلامي ،حيث جبتُ شوارعها و في كل زاوية كنت اترك خلفي حلمًا لم يتحقق لكن قلبي،كان يلدها ولادة قيصرية.. طبيعتنا تختلف عن طبيعة كل البشر في كل بلاد العالم ,فانتجت في قلوبنا التمرد على الواقع و ملاحقة شبح كان ليخطف منا شغف الحياة ،يا لهذا القلب العمّاني الصلب الذي و إن بتروا واقعا ، لم يستطيعوا أن يلمسوا حلما واحدا من أحلامنا ،احلامنا لنا وواقعهم لهم ،العمارات الشاهقة تشهق بالرفاهية و قلوبنا في ذات الوقت تئن في الجوف لجرح قديم لا زال ينزف.
عمّان مدينة تكثر بها الأحلام ،احلامي أنا و أحلام القلوب الفتية ، تضج الشوارع بالأغاني و في المقاهي العتيقة نسمع سهوا صوت يرتفع لماجدة الرومي لتأكد لنا قصتنا (أنا عم بحلم ،ليل نهار ،بالورد المليان زرار ثم تجيبها فيروز بصوت يصدح في الصباح (راحوا متل الحلم راحو ،سهل حرك و جنة رياحو،الزهر عم بيقصف جناحو و راحوا)
الآن ،كل ما أذكرهُ من ذكريات كانت ذكريات الأحلام،وعندما آتي مرة أخرى لأزور عمان سأذهب لذات المقهى العتيق ،لعلي أسمع تلك الأغنية لأشرب قهوتي العمّانية و أعيد ذكرى في أغنيه تصف المشهد بكل صدق (أنا عم بحلم ،ليل نهار) و لأنهي قهوتي و أدفع فاتورتي و أتمتم بصوت هادىء(صرنا نطفي نطفي النار ،ما عدنا عرفنا شو صار ) أنا عم بحلم !