شريط الأخبار
عاجل : جلالة الملك يطمئن على صحة معالي الدكتور عاطف باشا الحجايا في اتصال هاتفي الأسبوع الرابع من الدوري الأردني للمحترفين CFI ينطلق.. الاثنين أمسية ثقافية سياسية تضيء سماء الزرقاء: فسيفساء الهوية الأردنية الأردن.. الجيش يحبط محاولة تسلل على الواجهة الشمالية عودة طيران "ويز إير" و"راين إير" منخفض التكاليف إلى الأردن "الخيرية الهاشمية" تستمر بإيصال المساعدات للأسر المتضررة رئيس لجنة بلدية جبل بني حميدة : لا ديون على البلدية اجواء صيفية معتدلة في اغلب المناطق حتى الأربعاء "انقطاع الأكسجين" يقتل 3 عمّال داخل مصرف مجاري الأردن يستورد 268 ألف جهاز لوحي بـ 26 مليون دينار خلال النصف الأول من العام الحالي "لم تعجبني".. تعليق مثير لهانز فليك بعد فوز برشلونة على ماريوكا استخدامات لا تعرفها لزيت السمسم طبيبة تكشف أسباب تساقط الشعر وتحذر من العلاج الذاتي طفلي يسأل كثيرًا .. طرق للاستيعاب زيوت سحرية لرموش أطول وأكثر كثافة... بطريقة طبيعية وآمنة طريقة عمل سلطة الحمص بالطحينة طرق احترافية لتطبيق ظلال العيون طريقة عمل البطاطس المقلية مثل المطاعم براونيز الفول السوداني السهل يوم مصيري .. هذا ما كشفه إعلامي شهير عن حالة أنغام الصحية

الشرفات يكتب: زيد الرفاعي .. صوت الرفعة وصمت الحكمة

الشرفات يكتب: زيد الرفاعي .. صوت الرفعة وصمت الحكمة
د.طلال طلب الشرفات

بقصد، لم يكتب دولة زيد الرفاعي مذكراته، ولا أظنه ينوي ذلك، وأجزم إلى حدود اليقين أن السبب هو إيمانه بأنَّ ما يعرفه هو ملك للدولة يحمله بأمانة ولا يبوح فيه إلا بما يدفع الضَّرر عن الوطن، أو يُفسّر موقفاً إبراءاً للذّمة وإنصافاً للتاريخ، كما فعل عندما امتشق سيف الحق والحقيقة ردّاً على تجّار الهوى وتزوير الحقائق وفي مقدمتهم هيكل.

الرفاعي دبلوماسي محترف، ورجل دولة من طراز فريد، ومشرّع استثنائي وضع قواعد وأعراف برلمانية راشدة، وسلوك سياسي رفيع يستحق أن يكون مرجعاً وقدوة لكل روّاد العمل البرلماني في مجلسي الأعيان والنواب، مدرك حصيف لأحكام الدستور وروحه، وقارئ محترف لضوابط مصالح الدولة العليا ومنطلقاتها، ويمتلك دماثة خلق عزَّ نظيرها وشخصية آسرة في دواعي الإحترام والنبل.

زيد الرفاعي رفيق الحسين الكبير وخادم العهدين، أُخذ بظنٍ ذات يوم نخبوياً دون أن ينجح خصومه بإعدامه سياسياً -وقتذاك- فلاذ بصمت مبرر، وبوح مقدّر "بأن الرفاعي يمكن استبداله لظرفٍ أو لعرف أما الحسين العظيم فليس له بديل في ضمائر الأردنيين". صمتَ صمتُ الكبار عقداً من الزَّمن دون أن ينطق بكلمة؛ وفاءاً وحكمة ورفعة وتفان.

الرفاعي أول من أنصف البادية الشمالية وأبناءها من الحكومات التي سبقته ومعظم التي تبعته؛ عندما أشرك الوزير الراحل المرحوم الدكتور طراد القاضي وزيراً في حكومته منتصف السبعينات في حكمة غابت عن الكثيرين جهلاً أحياناً وتجاهلاً في أغلب الأحيان؛ حتى غدا الغضب ملجوماً بحياء الشعب والنُّخب؛ حياء من الوطن والعرش لا منهم، ولكنهم يستعجلون.

ميزة الرفاعي في ثبات موقفه وموقعه في تيار المحافظين وعمق الموالاة الراسخة؛ مدرسة في النُّبل واليقظة وترجمة توجيهات القيادة، ومدركاً حذقاً لحوّاف الفرق بين فقه الاجتهاد، ومضامين الالتزام، وعلى الأقل في المسار التشريعي الذي عاصرته باحثاً وتابعته بعمق إلى الدرجة التي أكاد أجزم فيها بأن حرفيته واحترافه وحكمته البرلمانية لم يصل إليها أحد بعد.

يستحق شيخ المحافظين، وعميد الموالاة الراشدة أن يحظى بالامتنان والتكريم فقد بلغ سلوكه السياسي الفريد، وثراء تجربته الاستثنائية مدىً سيبقى عالقاً في ضمائر كل المؤمنين بهوية الدولة الأردنية وعقدها الأصيل. وليحفظ الله ابا سمير ويكلأه بالصحة والعافية، اللهم آمين.