شريط الأخبار
المياه: 4 سدود امتلأت بعد الهطولات المطرية الأخيرة الأمن يجدد التحذير من الهطول المطري الغزير وتشكل السيول ترامب: محادثات إنهاء الحرب بأوكرانيا في "مراحلها النهائية" القوى السياسية السنية العراقية تعلن ترشيح هيبت الحلبوسي لمنصب رئيس البرلمان الكرملين: بوتين وترامب يتبادلان التهاني بمناسبة الأعياد ترامب: المحادثات الرامية لإنهاء الحرب بأوكرانيا في "مراحلها النهائية" الخرابشة يترأس اجتماع اللجنة التنفيذية لرؤية التحديث الاقتصادي الأمطار تؤدي إلى انهيار جزء من سور قلعة الكرك الجيش السوري يدخل اللاذقية وطرطوس إثر استهدافات لفلول النظام السابق الامن : وفاة شخص أربعيني داخل منزله في محافظة مادبا ويشتبه بتعرضه للاختناق بحضور مديري المخابرات الأردنية والفلسطينية .... الصفدي يلتقي الشيخ لبحث تطورات المنطقة تأخير دوام عدد من المدارس في الجنوب ( اسماء ) سمو الأمير الحسن يقرأ الفاتحة على أرواح شهداء بني صخر في لواء الموقر الأرصاد الجوية: غور الصافي حقق موسمه المطري كاملا التعليم العالي: قرار تأجيل الدوام أو التحول عن بُعد بيد رؤساء الجامعات العياصرة يرعى حفل تخريج المشاركين في ورشة التصوير الفوتوغرافي "من الهواية إلى الاحتراف" "عام 2025" .. زاخر بفعاليات تعزز الخطاب الوطني ووزارة الثقافة الفاعل الأبرز استطلاع رأي: ارتفاع ثقة المستثمرين بالاقتصاد الأردني مدارس تؤخر دوام الطلبة والمعلمين الاثنين (أسماء) سوريون يحيون الملك عبدالله الثاني

ابو طير يكتب : ماذا قد تفشل التهدئة في الأقصى؟

ابو طير يكتب : ماذا قد تفشل التهدئة في الأقصى؟
ماهر ابو طير

كل التحليلات تتخوف مما قد يحدث في المسجد الاقصى، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ولعل الأخطر عدم الإدراك أننا أمام محاولات تكتيكية وظيفية لتجنب توقيت حساس جدا.

معنى الكلام هنا أن كينونة الاحتلال والأطراف التي تتدخل تريد تجنب توسع الحرب، وانفجار القدس والضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 1948 في توقيت محدد يرتبط بالمسجد الأقصى، وبشهر رمضان، وغير ذلك نحن نواجه ذات السياق، أي تهديد المسجد الأقصى طوال سنين.

هذا يقول إن تجنب التفجير في الأقصى يرتبط فقط بأربعة أسابيع، مدى رمضان، ولا يعني أي حل جذري ودائم في ظل المهددات الإسرائيلية طوال السنة، وهي مهددات لن تستثني رمضان هذا العام أيضا بالشكل الذي يتصوره البعض، حيث شهدنا على سبيل المثال العام الماضي مواصلة الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وشهدنا ذلك قبيل حرب 2021، لكن اقتحامات هذا العام التي لن تتوقف تأتي في ميقات دموي يرتبط بوجود أكثر من مائة ألف شهيد وجريح، واستمرار الجرائم الإسرائيلية ضد الأطفال والنساء وكبار السن والأبرياء.

إسرائيل ذاتها ترفع شروطها بخصوص المسجد الأقصى إلى أعلى درجة، لغاية محددة، أي تقديم تنازلات لاحقة جزئية محدودة، لتظهر بصورة الكينونة التي تجاوبت مع الضغوط الدولية، وقد أعلنت سابقا أنها ستمنع أهل الضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 1948، وكل من هو دون السبعين سنة من أهل القدس، من دخول الأقصى، ولاحقا عدلت تصريحاتها لتقول انها سوف تسمح لكل الفئات السابقة، عدا أهل الضفة الغربية، وستضع محددات على أهل القدس، وهكذا تتدرج في الإشارات، وتوازي ذلك بسحب صلاحيات الأمن من وزير الأمن القومي الإسرائيلي بخصوص المسجد الأقصى، في محاولة للتهدئة، فيما يقفز بالمقابل وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو ويقول لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه يتوجب محو المصطلح المسمى شهر رمضان، ومحو الخوف من هذا الشهر، وهو ذات الوزير الذي طالب سابقا بإلقاء قنبلة نووية على الفلسطينيين في قطاع غزة، في سياقات مجنونة تعبر عن منسوب الإجرام.

لكن القصة لا ترتبط فقط بما يجري في الأقصى، أو قطاع غزة، وعلينا أن نشير هنا إلى أن الوضع في فلسطين المحتلة عام 1948، والقدس، في غاية السوء سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وهناك ضغوطات أمنية يومية، وتهديدات وملاحقات واعتقالات حتى على مستوى نواب الكنيست والأحزاب، وكان من بينها مثلا اعتقال محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الـ48، في شهر تشرين الثاني الماضي، وهذا سلوك ترافق مع إجراءات غير مسبوقة أيضا، والهدف عدم تكرار تجربة فلسطين المحتلة عام 1948 خلال حرب حين 2021، وتربيط الداخل الفلسطيني بكل الطرق، ويترافق كل هذا مع ما يجري في الضفة الغربية من جرائم، وهذه السياسات الإسرائيلية تستهدف في الحسابات الإستراتيجية عزل كل هذه الكتل البشرية عن رد الفعل، وعن المسجد الأقصى بالمحصلة، وعن تواقيت محددة ترتبط مثلا بشهر رمضان، ولجعل غزة وحيدة تفترسها إسرائيل، مستفردة بها بالطريقة الإجرامية التي نراها.

في كل الأحوال، يمكن القول إن تجنب الانفجار في الأقصى محاولة لن تنجح بالطريقة التي تتم هندستها أو توقعها من خلال ترتيبات الهدنة المحتملة، أو تحسين شروط الدخول إلى الأقصى، فنحن أمام ملف مفتوح بكل دلالاته الدينية والسياسية والوطنية، قد ينفجر على نطاق واسع خلال شهر رمضان، برغم كل محاولات إطفاء النار منذ هذه الأيام، وهو يرتبط أيضا بمجمل ما يتعرض له كل الفلسطينيين خارج قطاع غزة من استهداف وتضييق وقتل وضغط وإيذاء سياسي واقتصادي وأمني بشكل يومي، في ظل هذا الاحتلال.

الغد