نيڨين العياصرة
لم يكن استيراد البطيخ من المملكة العربية السعودية هو المشكلة، لأن التاجر الأردني يعلم أهمية العلاقات الأردنية السعودية خاصة بما يتعلق بالإنتاج الزراعي وتداوله بين المنطقتين ،وتعزيز هذا التداول الذي يصبوا إليه التاجر الأردني لتشجيعه وتنظيمه بحيث لا تقع الخسارة ولا تطرح علامات السؤال.
المشكلة تصب في اختيار الوقت وفي احتكار الاستيراد كما ورد، وفي الأوراق هناك استغراب من نقيب تجار الخضار والفواكه سعدي أبو حماد الذي قال:"أن قرار وزارة الزراعة منح رخص استيراد البطيخ للشركة الأردنية الفلسطينية فقط ماهو الإ تعدي على حقوق التجار ويضر بالمصلحة العامة وبين أبو حماد انه لا يجوز منح أي امتيازات لهذه الشركة دون الأخرى كما وضح أنه عند السماح لاستيراد اي صنف يتم الإتفاق مع النقابة على موعد منح رخص الاستيراد، وتحديد متى يسمح لها بالدخول للأسواق المحلية، ولكن للأسف موضوع استيراد البطيخ لم نعلم به! علما بأنه وبناء على طلب التجار بالرغبة باستيراد البطيخ تم التواصل مع وزارة الزراعة فبل أسبوعين بهذا الخصوص، لكن تم الرفض بداعي أن هناك منتج محلى على وشك النضوج، فلماذا يتم السماح لهذه الشركة بالاستيراد في هذا التوقيت الغير مناسب".
ثم ننتقل للتاجر ابراهيم عبد الرحمن ابو عواد، والذي لديه منذ 30 عام بتجارة البطيخ ، لديه حوالي 550 دونم مزروعه بطيخ ضمن رزنامة الوزارة التي هدفها حماية المنتج المحلي والتسويق له، يقول ابراهيم :" لن نقبل الحجج التي قد تنثرها وزارة الزراعة على الشاشات اذا كانت سترد علينا بأن كمية 250 طن كمية قليلة وبتنباع بالسوق في أسبوع، لأن البطيخ ليس سلعة أساسية ليتم بيعه بكميات كبيرة يوميا،والإقبال عليه في هذا الوقت ضعيف جدا حتى لو ذهبت الكمية لعمان الغربية، و250 طن في وقت بداية موسم للمزارع الأردني كفيلات بالإعدام على غالبية المزارعين التي يبدأ عد الخسارة من أيام، وبحكم خبرته يتوقع أنه لن يباع 10٪ من الكمية المستوردة، وهذا يعني تكدس بطيخ الأغوار الجنوبية لأيام، ثم يظهر بعدها بطيخ السلامات واطلاح في السوق ، وهذا يؤدي لخسارة من بداية موسم"،ويقول :نحن مع تطوير العلاقات مع الشقيقة التي نحب المملكة العربية السعودية، ولكن بتنظيم لا يظلم التاجر والمزارع الأردني، وبعمومية تخدم الجميع ولا تحتكر الفائده".
أيضا ابراهيم الحوش تاجر لديه 200 دونم مزروعة بطيخ يقول :"250 طن مارح تخلص بأسبوع، وانا في سنوات سابقة قطفت بطيخ في تاريخ 18/3/2023 وكانت الكمية 15طن،لم تباع في أسبوع ، ويؤكد أن الشركة الأردنية الفلسطينية تأسست لدعم المنتج المحلي كما فهمنا، وليس لمزاحمته على رزقه".
أما التاجر منذر الرواشدة ناشد سيد البلاد الملك عبدالله الثاني مطالب بحماية المنتج المحلي الزراعي وتقدم بشكوى على وزارة الزراعة مصرح" أن ما قامت به وزارتنا الموقرة بمنح رخص استيراد مادة البطيخ من المملكة العربية السعودية، ولم نعترض على مكان الاستيراد فنحن محبين للسعودية كما الأردن، ولكن الوقت الذي سمح به الاستيراد هو بداية موسم لمنتج محلي ، مما يترتب عليه خسارة المزارع ولو كانت خسارة أيام، مناشد سيدنا بالوقوف لجانبهم وذلك بتنظيم الاستيراد بحيث لا يضرب المزارع الأردني، ولا يحتكر على أحد.
التاجر والمزارع صالح ابو الكنت يقول :"على استعداد لاعتصام حتى لو دخل طن، اعتراضا على الوقت الذي سمح به الاستيراد ، والذي يعد ضربة لتاجر البطيخ في الاغوار الجنوبية، ويضع اللوم كامل على وزارة الزراعة.
أما انور عفاش مدير مكتب المتصدرين والمستوردين العرب يقول :" تعزيز الاستيراد من المملكة العربية السعودية أمر بغاية الأهمية وعلينا جميعا أن نبذل الجهد في التبادل الزراعي بين المنطقتين دون وقوع خسائر على المزارع الأردني.
التفت الأسئلة على الجهة التي تم منحها تصريح الاستيراد، وهناك في زاوية المشهد سؤال وارد لماذا جاء البراد الأول الذي يحمل 20طن على اسم التاجر علاء المرايات، ومن هنا توجهنا بالسؤال للتاجر علاء المرايات الذي أكد بداية على أهمية تعزيز الاستيراد من المملكة العربية السعودية، والذي وضح انه قبل فترة بأنه ذهب مع وفد من وزارة الزراعة للمملكة العربية السعودية، واستطاع أن يروج للمنتج الأردني وتوقيع عقد حصري مع جمعية الرؤيا التعاونية السعودية لتسويق المنتج الأردني والسعودي في المنطقتين، وقبل الذهاب ايضا وقع عقد مع الشركة الأردنية الفلسطينية لتسويق المنتج الأردني، وأنه في القادم القريب سيسهم في تصدير الكثير من المنتجات الزراعية للمملكة السعودية كمسوق وتاجر ووكيل حصري في الاستيراد والتصدير من الى جمعية الرؤيا التعاونية السعودية.
لا أعلم اذا ما كان هناك ماهو مفقود في المتداول المكتوب ، ولكن على وزارة الزراعة التي نؤمن بقيادتها أن تشع أجوبتها كما الشمس وتوضح ما السبب في منح رخصة استيراد وفي منع أخرى، ولماذا لا يطرح التسويق كاعلان خاضع لشروط يتقدم اليه الجميع وتقاس القدرات وتوقع العقود ! .