شريط الأخبار
المحامي شبلي عبد الهادي القطيش يهنئ الملك والأردنيين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الملكة رانيا: اللهم اجعله شهر سكينة للروح والغفران الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بمناسبة شهر رمضان حسّان يهنئ بحلول رمضان ترامب لزيلينسكي: بلادك في ورطة وأنت لا تريد وقف إطلاق النار الملك يهنئ الأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان أسرة مجموعة القلعة نيوز الاعلامية تهنئ بحلول شهر رمضان .. السبت أول أيام رمضان في الأردن.. الذكرى 69 لتعريب قيادة الجيش العربي..محطة مشرفة في تاريخ الوطن ورفعته وازدهاره الفايز: إطلاق الهوية الجديدة لمدينة العقبة خطوة إستراتيجية دول تعلن الأحد أول أيام رمضان (أسماء) الحكومة تثبت أسعار البنزين والكاز وتخفض الديزل 15 فلساً لشهر آذار مصدر حكومي: سيارات الـ BMW للوزراء اشترتها الحكومة السابقة وتستخدم بالتدرج العيسوي يستقبل المئات من وجهاء وأبناء عشائر بني صخر ولوائي الجيزة والموقر توافدوا للديوان الملكي / صور مناطق تسجل درجات حرارة تحت الصفر خلال 24 ساعة الماضية سيارات BMW جديدة لوزراء في الحكومة بدلا من تيسلا ومرسيدس مملكة البحرين تتسلم رئاسة الهيئة العربية للطاقة المتجددة لعامين قادمين استشهاد مواطن جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح النفط يتجه نحو تسجيل أول خسارة شهرية في 3 أشهر الذكرى التاسعة والستون لتعريب قيادة الجيش العربي .. قرار بطولي أعاد مجد الأمة

الاب رفعت بدر يكتب بمناسبة مرور ثلاثين عاما على ابرام العلاقات الدلوماسية الرسميه بين الاردن والفاتيكان

الاب رفعت بدر يكتب بمناسبة مرور ثلاثين عاما على ابرام العلاقات الدلوماسية الرسميه بين الاردن والفاتيكان

عمان - الاب رفعت بدر *

تحيي المملكة الأردنيّة الهاشميّة في هذه الأيام مرور ثلاثين عامًا على إبرام العلاقات الدبلوماسيّة الرسميّة مع حاضرة الفاتيكان (أو الكرسي الرسولي). ففي آذار عام 1994، تمّت المصادقة في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال والبابا يوحنا بولس الثاني، على وثيقة إنشاء العلاقات الدبلوماسيّة بين الطرفين الصديقين، رغم أنّ العلاقات كانت دائمًا طيبة قبل هذا الاعلان، وكانت توصف بالعلاقات القائمة على المودّة والصداقة والتعاون.

{clean_title}

وقد تضمنّت في تلك الأوقات وثيقة إعلان من وزارة الخارجيّة الأردنيّة، وكان وزير الخارجيّة في ذلك الوقت هو السيد طلال سطعان الحسن، في حكومة عبد السلام المجالي، وتمّ الإعلان في كل من الجريدة الرسميّة الأردنيّة والصحيفة الناطقة بلسان الفاتيكان Osservatore Romao والتي قالت وقتها بأنّ "الكرسي الرسولي والأردن قد أبرما علاقات دبلوماسيّة سوف تسهم في تقويّة أواصر الصداقة والاحترام القائمة أصلاً بين الطرفين".

وبعد ثلاثين عامًا، نقول بأنّ هذه العلاقات قد تطوّرت بشكل سريع، وتمتنّت من خلال الزيارات المتبادلة التي قام بها جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله، ومن بعده جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم الذي زار الفاتيكان في عهد البابوات الثلاثة الذين بدورهم أيضًا زاروا الأردن. فقد زار الملك الحسين الفاتيكان خمس مرات. أما جلالة الملك عبدالله الثاني فقد زار الفاتيكان ستة مرات إلى الآن. ولا ننسى بأنّه قبل 60 عامًا من اليوم قد زار الأردن البابا بولس السادس، ثمّ البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، والبابا بندكتس السادس عشر عام 2009، والبابا فرنسيس الذي نحيي في هذا العام 10 سنوات على زيارته عام 2014.

هنالك خصوصيّة بين الدول وحاضرة الفاتيكان، إذ أنّه ليس هنالك تعاون عسكري، بل هو تعاون أولا روحيّ من خلال تعزيز التلاقي والحوار الإسلامي-المسيحي نظرًا لما يمثله الطرفان من ثقل ديني: فالفاتيكان ممثلاً برئيس الدولة، قداسة البابا، وهو اليوم الخليفة الـ265 للقديس بطرس، يمثّل إدارة روحيّة لأكثر من 1.4 مليار مؤمن في العالم، وتسمى كنيسته بالكنيسة الكاثوليكيّة، إلا أن صوته المعنوي وقيمته التعليمية تصل إلى أبعد من حدود من الكنيسة الكاثوليكية لتشمل البشريّة بأسرها.

أما المملكة الأردنيّة الهاشميّة بثقل ملوكها التاريخي والديني، فهي اليوم دولة دينها الاسلام، ولكنها تحتوي منذ أقدم العصور المسيحيية والمسلمين معًا، وهي جزء من الأرض المقدّسة المسيحية، وبالتالي فإنّ أي حبر أعظم كان يزور الأردن كان يقول أنها "رحلة حج إلى الأماكن المقدّسة"، فيبتدىء من الأردن ثمّ يتوجّه إلى فلسطين. ومن ثمار العلاقات الطيبة بين الاردن والفاتيكان، تشجيع الحج المسيحي، من ملايين الكاثوليك في العالم، الى الأماكن المقدسة في الأردن.

ثانيًا إنّ هذا التعاون هو تعاون إنسانيّ، بمعنى الدعوة إلى العدالة والسلام وحقوق الانسان، وبالأخص في التقاء القيم التي يدعو إليها الأردن ويدعو إليها الفاتيكان، وهي أيضًا تعاون من أجل اللاجئين، وقد أشاد البابا فرنسيس مرارًا وتكرارًا بنهج المملكة الأردنيّة الهاشميّة في الضيافة والانفتاح في استضافة اللاجئين وبالأخص من سورية والعراق. كما تمّ عقد العديد من المبادرات المشتركة والمؤتمرات التعاونية، بين دائرة الحوار بين الاديان في حاضرة الفاتيكان، وعدد من المؤسّسات الأردنية الرسميّة، وأهمّها مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، والمعهد الملكي للدراسات الدينية، ويتم هذا التعاون من خلال السفارة البابويّة في الأردن والمتواجدة منذ عام 1994. ولكن السفير كان مقيمًا في العراق ويأتـي إلى الأردن، إلى أن تمّ العام الماضي تعيين سفير فاتيكاني مقيم لدى الأردن، وهو في عرف الدبلوماسيّة الدوليّة تطوّر في العلاقات.

وبهذه المناسبة زار الاردن سيادة رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغير، وهو بمثابة وزير دولة الفاتيكان لشؤون العلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، والذي يأتي في وقت ما زال فيه العدوان على غزة، وما زالت الحاجة الإنسانيّة للشعب الفلسطيني المنكوب، لذلك فإنّنا على يقين بأنّ هذه الزيارة تؤكد على الثوابت الأردنيّة والفاتيكانيّة المشتركة، وهي الدعوة إلى وقف إطلاق النار الفوري وإيصال المساعدات الإنسانيّة إلى المحتاجين، وكذلك الدعوة إلى حلّ جذري للقضيّة الفلسطينيّة بإنشاء الدولتين، وبالنظر إلى القدس الشرقيّة كعاصمة لدولة فلسطين، والتأكيد على أهميّة الدور الهاشمي في حماية الأماكن المقدّسة في فلسطين.

*رئيس تحرير نشرة " ابونا" الصادره عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن