شريط الأخبار
إردوغان: حماس عازمة على التزام تطبيق وقف إطلاق النار في غزة الاحتلال يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار.. إصابات وقصف على خان يونس وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري بشأن غزة في إسطنبول اليوم الشيباني: لا نسعى لأن تشكل سوريا تهديدا لأي بلد وزيرة الخارجية البريطانية تزور الأردن وتدعو لزيادة إدخال المساعدات لغزة لجنة في الكنيست تقر مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين إغلاقات في محيط مجلس الأعيان بعد الإشتباه بحقيبة النواب يقر صيغة الرد على خطاب العرش شهيدان فلسطينيان برصاص الاحتلال والمستوطنين في نابلس والخليل القطاعات الإنتاجية تنتعش والبنوك تقود النمو ... بورصة عمّان مرآة التحول الاقتصادي في الأردن الأعيان يقر صيغة الرد على خطاب العرش الأردن يرسخ مكانته مركزا إقليميا لصناعة الألعاب الإلكترونية هيئة الإعلام تعمم بحظر النشر بقضية موظف دائرة الآثار العامة النائب الرياطي يسال رئيس الوزراء عن نقل مدربي محطات المعرفة الاميرة أية بنت فيصل تحضر مباراة كرة الطائرة بين الأردن وهونغ كونغ في بطولة آسيا للناشئات ( صور ) الهيئة الخيرية الأردنية توزع وجبات طعام ساخنة و1000 طرد غذائي في قطاع غزة منتدى التواصل الحكومي يستضيف أمين عام وزارة التربية والتعليم السلط وكفرنجة يلتقيان الثلاثاء في نهائي كأس الأردن لكرة اليد البطاطا والخيار بـ25 قرش في السوق المركزي اليوم أعمال صيانة وتخطيط على طريق العدسية–ناعور باتجاه الشونة وتنبيهات للسائقين

الخوالدة يكتب : الإجازة دون راتب!

الخوالدة يكتب : الإجازة دون راتب!

القلعة نيوز:

د. خليف احمد الخوالدة

كما فهمنا من الحكومة أنها تنوي تقنين الإجازة دون راتب بحد أقصى ثلاثة أشهر في السنة الواحدة ومكررة بحدها الأقصى ثلاث مرات طيلة خدمة الموظف في الحكومة، مما يعني أقصاها سنة واحدة متقطعة بثلاثة أشهر في كل مرة.

علينا ان ندرك تماما أننا بصدد الحديث عن نظام موارد بشرية لموظفي الجهاز الحكومي بأكمله وليس نظام موارد بشرية لمؤسسة أو شركة أو مشروع.

وضع سقف للإجازة دون راتب بثلاثة أشهر في كل مرة وبحد أقصى ثلاث مرات يتعذر معه العمل في أي مكان وإنما ربما لظروف اجتماعية كما أن هذا النص قد يخدم فئة قليلة بحيث يستطيعون الاستفادة من هذه الميزة في العمل في المشاريع التي تمولها الجهات الداعمة والعودة إلى عملهم في الحكومة أو السفر لخارج الاردن للمشاركة في مشروع استشاري او تقييمي أو غير ذلك والعودة بعدها إلى عملهم في الحكومة. بكل تأكيد هذا النص يتعذر معه على الموظف أن يعمل في أي مكان آخر بشكل عام.

لاشك في أن إلغاء مبدأ الإجازات دون راتب برأيي أمر غير وجيه بل غير حكيم، فلا بد من الإبقاء على هذا المبدأ فنحن جميعا نعلم أن تحويلات العاملين في الخارج لا يستغنى عنها. كما أن الموظف المجاز دون راتب عندما يعمل في مكان خارج الحكومة سواء خارج البلد أو داخلها يكتسب معرفة ومهارات يستفاد منها عند عودته الى دائرته المجاز منها.

أما القول أنه يحجز شاغر وظيفي إلى أن يعود فهذا الأمر من السهل بمكان معالجته بأن يعود إلى قائمة موقتة في دائرته ويتقاضى نفس راتبه ولا يحجز له شاغره لحين عودته بل يعين عند عودته عندما يتاح شاغر مدير أو رئيس قسم بالتنافس وفق اسس الجدارة والاستحقاق مع بقية الزملاء في دائرته.

ومن الممكن أيضا ان تكون إجازته دون راتب في أول مرة لمدة سنة واحدة ذلك لان الطرف الآخر المتعاقد معه لا يعطي الموظف عرض عمل لأكثر من سنة واحدة خصوصا في البداية. وبعدها يتم تمديدها من عدمه لمدة ثلاث سنوات مثلا حتى لا يحجز شاغر وظيفي وهكذا في كل مرة يمدد فيها إجازته. بهذا تستطيع الدائرة تعيين بدل مجاز لمدة اطول وفق اسس الكفاءة والاستحقاق.

أن يعمل الخريج من الجامعة او الكلية لمدة ثلاث سنوات بدل مجاز، فهذا الأمر يفتح له فرص العمل خارج الاردن وداخله في القطاع الخاص ذلك لأنها جميعها تتطلب وجود خبرات عملية. وهذا هو التحدي الكبير أمام الخريجين الجدد.

أما قضية حرمان الأردن من الكفاءات، فهذا برأيي كلام غير دقيق فالاردن لديها مخزون من الكفاءات حتى لو ربع موظفي الحكومة أخذوا إجازات دون راتب.

ولا ننسى ان اكتساب الخبرة حاليا اصبح أمرًا ممكنا وبشكل سريع مع ثورة المعرفة والتكنولوجيا بل اصحبت المؤسسات غالبا ما تبحث عن دماء جديدة وخريجين جدد لديهم أحدث المعارف والمهارات.

تخيلوا اذا جاء الموظف عرض عمل لمدة سنة وهو يعلم انه ربما لا يجدد له عقد العمل في الخارج لأي سبب من الأسباب. فهل سيستقيل من عمله في دائرته لمجرد حصوله عمل قد لا يتجاوز العام؟ بكل تأكيد سيتردد كثيرا لأن درجة المخاطرة عالية وربما لديه أسرة تحتاج الى مصروف ونفقات.

تذكروا أن الحكومة ليست مسؤولة فقط عن تزويد الدوائر الحكومية بحاجاتها من الكوادر البشرية بل عليها اتخاذ كل السبل التي تمكن القطاع الخاص من خلق فرص عمل وكذلك التأهيل بناء القدرات لتسهيل عملية الحصول على فرص عمل للمواطنين وهذا دورها الدستوري ضمن الامكانات، فتعيين بدل مجاز يأتي من باب بناء القدرات التي تفتح افاق خارج الحكومة للتوظيف أو العمل الخاص.

أما التوجه إلى التعيين بموجب عقود شاملة بالكامل في المستقبل، فأتمنى أن لا يكون ذلك بداية الانفلات وبالتالي قد يعين عدة اشخاص لديهم نفس المؤهلات والخبرات في وظيفة واحدة وبرواتب مختلفة. وهذا ينال بكل تأكيد من دافعية الموظفين نحو العمل بل والشعور بالاحباط وعدم الانجاز وهذا ينعكس على الاداء العام. هذه الأمور تحتاج الى ضوابط محكمة وسقوف.

المهم أن ندرك أننا يخطط لدولة وليس لمؤسسة واحدة أو شركة أو مشروع.

ثم أن الحكومة في حديثها عن الكفاءات (حسب معاييرها) قد عينت عددا منهم بعقود ورواتب فلكية وفي الخفاء. ولكن للأسف هؤلاء الذين تعتبرهم الحكومة "كفاءات" لا ينجزوا المهام والأعمال بأنفسهم، بل أن دورهم لا يتجاوز دور الرجل الوسيط "middle man" حيث يتم التعاقد مع شركات للقيام بالمهام. والسؤال لماذا اطلقتم عليهم كفاءات ما دام دورهم لا يتجاوز الوسيط لتمرير الاعمال؟

خلاصة القول، الخلل يعود إلى نمط التفكير ونهج العمل ومحدودية المعرفة وسطحيتها. وكم يتمنى المواطن أن يرى إنجازًا حقيقيا أو خطوات أو مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح. بكل تأكيد لن يبخل حينها في الثناء على المسؤول فليس بينه وبين المسؤول إلا المودة والخير. ولكنه بالتأكيد لا يقبل أن يجامله على حساب الأوطان حتى لو أخذوا به ليتصدر جلسات التحدث والنقاش.