المعادلة خطيرة للغاية والوقت يداهم جميع من يتنفس على هذه الأرض، حيث بتنا نشهد قوة الدمار الذي قد يخلفه التغير المناخي في مناح عديدة من حياتنا، من حرائق غابات مستعرة وأعاصير مدمرة وفيضانات كاسحة وحالات جفاف قاسية وذوبان هائل للجليد في قطبي الأرض، وكل ذلك بفعل تفاقم درجات الحرارة في العالم. وإليكم بعض الأمثلة.
فبحسب دراسة مناخية جديدة نشرتها منظمة كلايمت سنترال الأميركية مؤخرا، فإن "ما يربو على 60 % من سكان العالم (نحو 5 مليار شخص) عاشوا تحت وطأة حرارة شديدة مدفوعة بأزمة المناخ العالمية، وذلك على مدى تسعة أيام في منتصف يونيو الماضي"، حيث تجاوزت درجات الحرارة عتبات الخمسينات في العديد من مدن العالم.
وقد كان لذلك آثار عنيفة، ومنها 40 ألف إصابة بضربة شمس وأكثر من 100 وفاة في الهند وحدها، والتي شهدت بعض مدنها فيضانات أدت إلى مقتل العشرات ونزوح المئات، والأمور متقاربة في دول أخرى من الصين شرقا إلى المكسيك غربا، إضافة إلى موت أكثر من 1300 شخص في موسم الحج هذا العام. ومن ذلك أيضا، "أن شهدت مدينة نيويورك زيادة تراوحت أكثر من 500 % في زيارات المرضى إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات بسبب حالات صحية ناجمة عن الحرارة الشديدة". وهذا طبعا إضافة إلى حرائق الغابات التي تنتشر في مناطق عديدة من العالم، ولنا فيما يحدث في اليونان وتركيا مثالا، كما أجبرت حرائق الغابات السلطات في ولاية كاليفورنيا إلى إجلاء آلاف السكان من منازلهم قبل أيام. أضف ما يحدث من عواصف في سويسرا وإيطاليا، وما سببته درجات الحرارة من انقطاعات، وما تزال، في الكهرباء في مصر ودول أخرى. كما امتدت شدة درجات الحرارة الشديدة لتحطم الأرقام القياسية في دول الجنوب.
الأمر ليس بالخيال العلمي، بل حقيقة وصلت إليها البشرية بسبب التقاعس عن العمل والالتزام بالوصول إلى انبعاثات غازات دفيئة (ثاني أكسيد الكربون والميثان) قريبة من الصفر، وذلك وفق اتفاقية باريس، التي أبرمت في العام 2015، "بحيث لا تزيد درجة الحرارة حول العالم عن 1.5 درجة مئوية” عن المستويات الحالية.
وهذا، وبحسب الأمم المتحدة، يتطلب من دول العالم توفير تمويل من 2 إلى 3 تريليون دولار سنويا لتحقيق الأهداف المناخية، وهو الرقم الذي ستدفعه البشرية لإنقاذ نفسها من التغير المناخي، أو قد يقودها عدم الاكتراث والغباء لدفع نفس الرقم بل أكثر بفعل الدمار الذي سيسببه التغير المناخي لها مستقبلا.
وقد يسوء الأمر أكثر. فوفق دراسة نشرتها مجلة نيتشر العلمية البريطانية مؤخرا، "فإنه من المرجح أن تتسبب التغيرات المناخية في خسائر سنوية للاقتصاد العالمي بنحو 38 تريليون دولار بحلول عام 2049".
الحقيقة التي لا مفر منها أن درجات حرارة الأرض قد سجلت أرقاما قياسية غير مسبوقة خلال عامي 2023 و2024، ما يجعلها الفترة الأكثر حرارة مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، ومنذ بدء تسجيل البيانات في العالم منذ عام 1940، وعليه فإما أن تستمر درجات الحرارة بالتحليق تصاعدا، ووقتها سنواجه من الطبيعة ما لا طاقة لنا عليه، أو أن نتدبر أمرنا قبل فوات الأوان، ونوحد الجهود ضد عدو مشترك، بدل من هوسنا في قتل بعضنا بعضا بحجج ما زلنا نكرر دوافعها الواهية عبر التاريخ.
الغد
المعادلة خطيرة للغاية والوقت يداهم جميع من يتنفس على هذه الأرض، حيث بتنا نشهد قوة الدمار الذي قد يخلفه التغير المناخي في مناح عديدة من حياتنا، من حرائق غابات مستعرة وأعاصير مدمرة وفيضانات كاسحة وحالات جفاف قاسية وذوبان هائل للجليد في قطبي الأرض، وكل ذلك بفعل تفاقم درجات الحرارة في العالم. وإليكم بعض الأمثلة.
فبحسب دراسة مناخية جديدة نشرتها منظمة كلايمت سنترال الأميركية مؤخرا، فإن "ما يربو على 60 % من سكان العالم (نحو 5 مليار شخص) عاشوا تحت وطأة حرارة شديدة مدفوعة بأزمة المناخ العالمية، وذلك على مدى تسعة أيام في منتصف يونيو الماضي"، حيث تجاوزت درجات الحرارة عتبات الخمسينات في العديد من مدن العالم.
وقد كان لذلك آثار عنيفة، ومنها 40 ألف إصابة بضربة شمس وأكثر من 100 وفاة في الهند وحدها، والتي شهدت بعض مدنها فيضانات أدت إلى مقتل العشرات ونزوح المئات، والأمور متقاربة في دول أخرى من الصين شرقا إلى المكسيك غربا، إضافة إلى موت أكثر من 1300 شخص في موسم الحج هذا العام. ومن ذلك أيضا، "أن شهدت مدينة نيويورك زيادة تراوحت أكثر من 500 % في زيارات المرضى إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات بسبب حالات صحية ناجمة عن الحرارة الشديدة". وهذا طبعا إضافة إلى حرائق الغابات التي تنتشر في مناطق عديدة من العالم، ولنا فيما يحدث في اليونان وتركيا مثالا، كما أجبرت حرائق الغابات السلطات في ولاية كاليفورنيا إلى إجلاء آلاف السكان من منازلهم قبل أيام. أضف ما يحدث من عواصف في سويسرا وإيطاليا، وما سببته درجات الحرارة من انقطاعات، وما تزال، في الكهرباء في مصر ودول أخرى. كما امتدت شدة درجات الحرارة الشديدة لتحطم الأرقام القياسية في دول الجنوب.
الأمر ليس بالخيال العلمي، بل حقيقة وصلت إليها البشرية بسبب التقاعس عن العمل والالتزام بالوصول إلى انبعاثات غازات دفيئة (ثاني أكسيد الكربون والميثان) قريبة من الصفر، وذلك وفق اتفاقية باريس، التي أبرمت في العام 2015، "بحيث لا تزيد درجة الحرارة حول العالم عن 1.5 درجة مئوية” عن المستويات الحالية.
وهذا، وبحسب الأمم المتحدة، يتطلب من دول العالم توفير تمويل من 2 إلى 3 تريليون دولار سنويا لتحقيق الأهداف المناخية، وهو الرقم الذي ستدفعه البشرية لإنقاذ نفسها من التغير المناخي، أو قد يقودها عدم الاكتراث والغباء لدفع نفس الرقم بل أكثر بفعل الدمار الذي سيسببه التغير المناخي لها مستقبلا.
وقد يسوء الأمر أكثر. فوفق دراسة نشرتها مجلة نيتشر العلمية البريطانية مؤخرا، "فإنه من المرجح أن تتسبب التغيرات المناخية في خسائر سنوية للاقتصاد العالمي بنحو 38 تريليون دولار بحلول عام 2049".
الحقيقة التي لا مفر منها أن درجات حرارة الأرض قد سجلت أرقاما قياسية غير مسبوقة خلال عامي 2023 و2024، ما يجعلها الفترة الأكثر حرارة مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، ومنذ بدء تسجيل البيانات في العالم منذ عام 1940، وعليه فإما أن تستمر درجات الحرارة بالتحليق تصاعدا، ووقتها سنواجه من الطبيعة ما لا طاقة لنا عليه، أو أن نتدبر أمرنا قبل فوات الأوان، ونوحد الجهود ضد عدو مشترك، بدل من هوسنا في قتل بعضنا بعضا بحجج ما زلنا نكرر دوافعها الواهية عبر التاريخ.
الغد