شريط الأخبار
9 ملايين وثيقة أردنية يحميها مركز التوثيق الملكي منذ نشأته قبل 20 عامًا وزير الخارجية السعودي: الأولوية الآن هي التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة الشيباني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي : سوريا ستعمل مع واشنطن لرفع العقوبات منها "قانون قيصر" اندلاع حريق كبير بين مشروع دمر وقصر الشعب في دمشق مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين جنوب غزة "الأميرة غيداء طلال" تؤكد مركز الحسين للسرطان يواصل رعايته لمرضى السّرطان من غزة الاحتلال يصدر أوامر إخلاء قسري لمناطق في خان يونس إيرلندا تعلن عن 4 ملايين يورو لدعم تعليم الأطفال في فلسطين سفيرة فلسطين في والاتحاد الأوروبي تلتقي رئيس جامعة بروكسل الحرة الهولندية بلدة بالضفة الغربية تتحول "لسجن كبير" بعد أن أحاطتها إسرائيل بسياج وزير دفاع الاحتلال : نعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدنا لماذا لا يُرشح وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي امينًا عامًا لجامعة الدول العربية الشرطة البريطانية تعتقل نحو 2000 شخص في حملة صارمة ضد المخدرات البرلمان العربي يدعو للاستثمار في الشباب العربي لمواجهة التحديات بلدية غزة: استمرار أزمة النزوح وقلة الإمكانيات يفاقمان الكارثة الإنسانية شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال مناطق في قطاع غزة إسقاط طائرة مسيّرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي شمالي العراق الإمارات: الاستفزازات الإسرائيلية انتهاك صارخ للشرعية الدولية الأمم المتحدة: القانون الدولي والميثاق يتعرضان للأنتهاك أجواء صيفية اعتيادية في أغلب المناطق اليوم وغدا

البطران يكتب : العمل الاسلامي.. عودة للجذور الاخوانية

البطران يكتب : العمل الاسلامي.. عودة للجذور الاخوانية
علي البطران
شهدنا في الدورتين الانتخابيتين الماضيتين، تكتيكا بدا أنه تغير جذري في التفكير والاستراتيجية التي تبعتها أكبر الحركات الاسلامية في الاردن، وأكثرها تنظيما، الا وهي التخلي عن الشعار التاريخي للجماعة وذراعها السياسي "حزب جبهة العمل الاسلامي" الا وهو شعار "الاسلام هو الحل"، نحو انفتاح أكبر وتحالفات من خارج "الصحن الاخواني"، حملت معها الى قبة البرلمان اسماء بارزة غير إخوانية (صالح العرموطي ومنصور مراد على سبيل المثال) تحت يافطة جديدة هي "التحالف الوطني للإصلاح". هذه الخطوة السياسية المهمة، لماذا تراجعت "الجماعة" عنها؟
لنعد للتاريخ قليلا: فبعد الانقلاب الشهير على الديمقراطية والحريات في العام 1956، وتحديدا ضد الحكومة الحزبية الوحيدة بتاريخ البلاد بأكمله، تم حظر وتجريم العمل السياسي والحزبي في البلاد، وإعلان "الاحكام العرفية" باستثناء "جماعة الاخوان المسلمين"! حيث لم تكتف "الجماعة" بعدم إدانة تغييب العمل السياسي والحزبي، وإنما استمتعت "منفردة" بالحضن الحكومي الدافىء من خلال مشاركتها بعدة حكومات وبعدة حقائب وزارية..
جاءت الانفراجة الديمقراطية عام 1989 لتنهي العمل بأحكام "قانون الطوارىء العرفي"، ولتبث الروح بالحياة البرلمانية، وبنظام انتخابي فصل تفصيلا ليخدم القوة المنظمة الوحيدة آنذاك "جماعة الاخوان المسلمين"!! حيث بالفعل خاضت الجماعة الانتخابات آنذاك بقوائم إخوانية بحتة، وبشعارها التاريخي "الاسلام هو الحل"، هذا الشعار الفضفاض، والذي لديه قدرة سحرية على مداعبة مشاعر عشرات آلاف الناخبين، دون ان تضطر "الجماعة" للدخول بأية تفاصيل!!
حتى الدورة الانتخابية للعام 2016، تراوحت المشاركة الاخوانية، من خلال حزب جبهة العمل الاسلامي، بين مقاطعة الانتخابات وبين المشاركة بعزف إخواني منفرد، حتى في النقابات المهنية والبلديات، على الرغم من انضواء الحزب مثلا تحت لواء "لجنة التنسيق الحزبي لأحزاب المعارضة الوطنية الاردنية" (1993 – 2011)، ومشاركة بقية اعضاء اللجنة بكافة الفعاليات الوطنية، الا انه عند الانتخابات، كانت الجماعة تفضل الذهاب منفردة، بل ومخاصمة "حلفائها" المفترضين!
في العام 2016، شهدنا جميعا انعطافة سياسية مهمة للجماعة والحزب، حيث تم طرح شعار "مشاركة وليست مغالبة"، نتج عنها العمل على إنشاء تحالفات واسعة مع شخصيات وطنية سياسية مهمة (وليس مع احزاب)، كما نتج عنها مراجعات فكرية مهمة، أزاحت الشعار التاريخي "الاسلام هو الحل"، نحو شعار يتناسب أكثر مع هذه المراجعات العميقة، الا وهو شعار "الاصلاح"، وبالتالي خوض غمار الدورتين الانتخابيتين (2016 – 2020) تحت لواء "التحالف الوطني للاصلاح" وكتلته النيابية "الاصلاح".
جاءت دورة المجلس العشرين، في زمن هدير "طوفان الاقصى" لتعود حليمة لعادتها القديمة: فمن جهة استطاعت "الجماعة" استدراج حلفاء حزبيين وغير حزبيين لبناء "الملتقى الوطني لدعم المقاومة"، وبمشاركة بارزة ومؤثرة من حزبي الوحدة الشعبية والعمال، ومن جهة اخرى، العودة للذهاب منفردين نحو المجلس ال 20، سواء عبر القائمة العامة (الحزبية)، او عبر قوائم الدوائر المحلية.. في كلاكيت لثاني مرة يعيد الى الاذهان مرحلة مقاومة التطبيع ولجنة تنسيق احزاب المعارضة!
لم يكن هذا المظهر الوحيد، للعودة البارزة للجذور الاخوانية، وإنما تم استدعاء الشعار القديم، الذي يعفي من الخوض في السياسة وفي التفاصيل، ولكن بديباجة محدثة هي "بالاسلام نبني الوطن"!!
وفي محالة واضحة ل "تكييش" التعاطف الشعبي الكبير مع المقاومة الفلسطينية الباسلة، تعمد قادة حملة "الجماعة" لإضافة شعار المثلث المقلوب، الذي اعتمدته المقاومة الباسلة في فيديوهات عملياتها المظفرة، لتبدو "الجماعة" وكأنها الممثل الشرعي والوحيد للمقاومة، خلال هذه الدورة الانتخابية!
نشهد عودة قوية عن المراجعات الفكرية والسياسية المهمة التي جرت داخل أروقة الجماعة والحزب، وكان أبرز رموزها المفكر الاسلامي والمراقب العام الاسبق للجماعة الاستاذ زكي بني ارشيد، نحو الاصول والجذور "الإخوانية"، ربما لاعتقاد لا أعلم مدى صحته بأن "البضاعة الاخوانية" تبيع أكثر وتعيد أصواتا عديدة لجماهير لم يعجبها لا الانفتاح ولا المراجعات!!
لنراقب، وندرس