القلعة نيوز:
*بقلم الدكتورة ميس حياصات*
يحتفل الأردن في الخامس من أكتوبر من كل عام بيوم المعلم، وهو مناسبة تحمل في طياتها معاني كبيرة تعكس تقدير المجتمع للمعلمين ودورهم الحيوي في بناء الأجيال والمساهمة في تقدم البلاد.
إن المعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو مربي ومؤثر على شخصية الطالب، حيث يلعب دورًا أساسيًا في تشكيل القيم الأخلاقية والاجتماعية لدى الطلاب، ويشجعهم على التفكير النقدي والإبداع وهذا يعني أن تأثير المعلم يمتد إلى ما هو أبعد من المنهج الدراسي، فهو يساهم في بناء الثقافة العامة للمجتمع، مما يعزز التنمية المستدامة ويعكس أهمية التعليم كحق أساسي من حقوق الإنسان.
ومع ذلك، يواجه المعلمون في الأردن تحديات كبيرة، منها ارتفاع أعداد الطلاب في الفصول الدراسية، ونقص الموارد التعليمية، بالإضافة إلى صعوبة الظروف الاقتصادية التي تؤثر على الحياة اليومية للمعلمين ورغم هذه التحديات، يواصل المعلمون بذل جهودهم الكبيرة لتقديم تعليم ذي جودة عالية، حيث يقضون ساعات طويلة في إعداد الدروس وتصحيح الواجبات، كما يتفاعلون مع أولياء الأمور ويشاركون في الأنشطة المدرسية. وللأسف، يعاني الكثير من المعلمين من الضغط النفسي الناتج عن متطلبات العمل والتوقعات العالية من المجتمع، مما يضيف أعباءً إضافية على كاهلهم.
في عصر التكنولوجيا والمعلومات، تبرز تحديات جديدة تتعلق بالتحول نحو التعليم الرقمي حيث يجب على المعلمين تطوير مهاراتهم ومعارفهم لمواكبة التغيرات السريعة في عالم التعليم وقد كانت جائحة كورونا مثالًا واضحًا على ذلك، إذ أُجبر المعلمون على التكيف مع أساليب جديدة في التدريس، مثل التعليم عن بُعد، مما يتطلب منهم مهارات إضافية وقدرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
في هذا السياق، يُعد يوم المعلم مناسبة لتكريم المعلمين من قبل الجهات الرسمية والمجتمع، حيث تُقام فعاليات واحتفالات تعبر عن الشكر والامتنان لهم وتتضمن هذه الفعاليات توزيع الجوائز على المعلمين المتميزين، وتنظيم ورش عمل وندوات تعليمية تهدف إلى تطوير مهاراتهم وتحفيزهم كما تُسلط الأضواء على قصص نجاح بعض المعلمين، الذين يعدون قدوة يحتذى بها في المجتمع.
وفي الختام، يبقى الاحتفاء بيوم المعلم في الأردن هو فرصة لتقدير الجهود والتضحيات التي يبذلها المعلمون في سبيل تعليم الأجيال الجديدة فإن المعلمين هم الأبطال الحقيقيون في المجتمع، الذين يسهمون في بناء وطن مزدهر من خلال تعليم الشباب وتحفيزهم على تحقيق أحلامهم لذا، يظل تعزيز قيمة المعلم ودعمه من أولويات المجتمع لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، إذ لا يمكن لأمة أن تتقدم دون أن تستثمر في معلميها وتثمن دورهم الرائد.