شريط الأخبار
ترامب يكشف موقفه بشأن ترشحه لولاية ثالثة المومني مُهنئاً المنتخب الوطني : فوز يجسد حضور وثقة حسان: نبارك للنشامى فوزهم في مستهل بطولة كأس العرب ولي العهد مهنئاً النشامى: بداية قوية وموفقة .. مبارك للأردن أمام مكتب دولة رئيس الوزراء د. جعفر حسان طلبة أردنيون في هنغاريا يناشدون إنشاء مكتب مبعوث ثقافي لمتابعة شؤونهم توصية نيابية تطالب رئيس الوزراء تعيين شخص في "وظيفة فئات عليا" وزير الشباب يتابع مباراة النشامى من مدينة الأمير محمد في الزرقاء وزير الشباب: استمرار دعم الأندية والهيئات وفق معايير عادلة وشفافة السفير القضاة يستقبل وفدًا من أعضاء غرفة تجارة درعا مندوب الأردن في الأمم المتحدة: نشدد على ضرورة ترسيخ وقف إطلاق النار في غزة ودعم الأونروا المعايطة يشارك في مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب ويجري عدّة لقاءات النشامى يفوزون على الإمارات في كأس العرب ويتصدرون مجموعتهم الملكة تشارك مجموعة من الأطفال احتفالهم بعيد الميلاد النائبان المراعية وأبو تايه يتبرآن من مذكرة النواب ويؤكدان محاسبة من زج باسميهما قانونيا 35.9 مليار دينار الدين العام للأردن إسرائيل ترسل مبعوثا للاجتماع مع مسؤولين في لبنان المنتخب الوطني يبدأ مشواره اليوم في كأس العرب بملاقاة الإمارات في الأردن الكاز الأزرق.. الحكومة توضح الجيش الأمريكي ينشر مسيرات هجومية في الشرق الأوسط دون ذكر لمهمتها حارس مرمى البحرين يسجل هدفا في مرماه بطريقة غريبة أمام العراق

ابو طير يكتب : كيف يقرأ الأردن تطورات الحدود؟

ابو طير يكتب : كيف يقرأ الأردن تطورات الحدود؟
ماهر ابو طير

تتناقض تقييمات الخبراء حول الكيفية التي تتابع بها إسرائيل أمنيا شؤون الأردن، وكل خبير يطرح رأيه خصوصا، بعد تطورات الحدود الأخيرة بين الأردن وفلسطين التاريخية والتي دفعت نحو قراءات متغايرة، وتوصيات مختلفة، في ظل توقيت يفيض بالحساسية والخطر.


الخبراء أكثر من مجموعة، حيث تعتقد مجموعة أن إسرائيل لا تستهدف الأردن وتريده أن يبقى مستقرا، ولا تصنفه عدوا، ولن توجه نيرانها نحو الأردن ذات يوم، وتعتبره صديقا وربما حليفا في ظل ما يراه الخبراء من تنسيق على مستويات محددة، وهذا التنسيق هو الذي يسمح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة مثلا، ويمنع إسرائيل من إتمام مخططها في الحرم القدسي، حيث المسجد الأقصى ويرى هؤلاء أن واشنطن ضامنة لمصالح الأردن واستقراره.

المجموعة الثانية تعتبر أن إسرائيل لا تستهدف الأردن حاليا، أو مرحليا، لكنها إستراتيجيا تضعه في عين النار، وهذه المجموعة تعتبر أن الأردن مقيد لإسرائيل باتفاقيات وادي عربة، والتبادل الاقتصادي، والمياه والكهرباء، وغير ذلك، وتعتبر هذه المجموعة أن الأردن ليس مستهدفا الآن، لكنه قد يكون مستهدفا إستراتيجيا بعد أن تستقر جبهات إسرائيل الحالية، ويرى المنتسبون لهذه المجموعة أن على الأردن أن يشتري الوقت، وألا يمنح إسرائيل أي فرصة لإشهار العداوة علنا بما يعنيه ذلك من مخططات تجاه أمن الأردن، وملف الضفة الغربية، والمسجد الأقصى، وصولا إلى ملفات الأمن الداخلي، واحتمالات العبث فيه والاستثمار في الحساسيات والتناقضات، وملفات الطاقة والزراعة والاقتصاد وهذا يعني أن هذه المجموعة تعتبر أن "المساكنة السياسية" هي الحل مرحليا بين الطرفين، لكن المواجهة النهائية قادمة.

المجموعة الثالثة وهي الاكثر صوابية بالنسبة لكثيرين ترى أن إسرائيل دخلت ذروة مشروعها الإستراتيجي أصلا، وفتحت جبهات في لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران والضفة الغربية والقدس وغزة بدعم أميركي غير مسبوق، وأن الأردن سيأتيه الدور وهو جزء من المشروع الإسرائيلي، مهما تذاكى بعضنا برسم صورة مغايرة ذلك، وبما أن الأردن جزء من المشروع الإسرائيلي فهذا يعني أنه يقف أمام الخطر مباشرة، ويستدل أصحاب هذا الرأي بمعلومات معلنة مثل انشاء فرقة عسكرية إسرائيلية كاملة لحراسة الحدود مع الأردن التي تمتد أكثر من 330 كيلو مترا، والتلويح ببناء جدار عازل مع الأردن بما ينهي كل جغرافيا الدولة الفلسطينية، وما يتعلق برفض قيام الدولة، وربما تغيير تفسير حل الدولتين بطريقة جديدة، إسرائيل ودولة فلسطينية خارج فلسطين، وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن، وربما إعادة خلخلة كل بنية الدولة وتفكيكها وتقسيم الأردن وفقا لمخططات سابقة، وهذه المجموعة تعتبر أن إسرائيل ترصد كل شيء في الأردن، ولديها مخططات تفصيلية كاملة بخصوص المرحلة المقبلة، وإعادة إنتاج الأردن سياسيا، شكلا ومضمونا، وخلخلته سكانيا، في ظل واقع اقتصادي يتسم بالاختناق.

ما بين من يهادن إسرائيل، كما المجموعة الأولى، ومن يعتقد أن الأردن مستهدف لكن الخطر مؤجل كما المجموعة الثانية، ومن يرى أن الخطر بات قائما الآن، وليس غدا كما المجموعة الثالية، يمكن القول إن إسرائيل في كل الأحوال، تتلفت بشدة للأردن فهو جزء من التخطيط الإستراتيجي الإسرائيلي، مهما قيل عن ضمانات الأردن لمنع إسرائيل من استهدافه.

تورط إسرائيل في جبهات كثيرة هذه الأيام، هو لمصلحة الأردن أولا وأخيرا، حتى تكف عنا، ليبقى السؤال عما ستفعله إسرائيل إذا استقرت أمورها، وماهية مخططاتها، ومدى احتمالنا لمزيد من الضغط السياسي والاقتصادي ومدى قدرتنا أيضا على مواصلة تجنب الضغط، وكلفة تجنب هذا الضغط، ومدى تفهم الناس، لما هو قائم، وما هو مقبل وآت، ثم مدى قوة التركيبة الداخلية لمواجهة عمليات إعادة رسم الجغرافيا، مثلما أن نتائج الحرب الإسرائيلية القائمة، ستؤدي إلى إعادة ترسيم الموقف الإسرائيلي من الأردن.

الغد