شريط الأخبار
الرزاز في منتدى الحموري: ما بعد 7 أكتوبر مرحلة مفصلية في الوعي والصراع على السردية ..فيديو وصور السفير الفنزويلي: الأردن يقود دورا مهما لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط القبض على شخص ادّعى أنه معالج روحي وتسبب لفتاة من جنسية عربية بإصابات بالغة بمشاركة وزير الزراعة ... صالون أمانة عمان الثقافي ينظم جلسة حوارية حول الخطة الوطنية للاستدامة بعد غد الإثنين إصابة 3 اشخاص إثر مشاجرة بمنطقة الصويفة والامن يباشر التحقيقات مصرع 24 شخصا بسيول في ولاية تكساس الأميركية وزير الداخلية: قرابة 97 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن إلى بلادهم منذ بداية العام روسيا: إلغاء ضريبة تصدير القمح بشكل كامل شهداء وجرحى بمجازر بعدة مناطق بقطاع غزة وزارة التربية: 706 مخالفات بحق طلبة التوجيهي هل يغادر رئيس الجامعة الأردنية موقعه قريبا ؟ صادرات" صناعة عمان " تكسر حاجز الـــ 3 مليارات دينار بالنصف الأول للعام الحالي أسعار الذهب ترتفع 30 قرشا في الأردن اليوم السبت الوضع لم يتضح بعد..... الناشط أنس العزازمه يدخل القفص الذهبي برعاية وزير الثقافة.. نقابة الفنانين الأردنيين تحتفل بالأعياد الوطنية على المدرج الروماني ( شاهد بالصور ) 9 ملايين وثيقة أردنية يحميها مركز التوثيق الملكي منذ نشأته قبل 20 عامًا وزير الخارجية السعودي: الأولوية الآن هي التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة الشيباني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي : سوريا ستعمل مع واشنطن لرفع العقوبات منها "قانون قيصر" اندلاع حريق كبير بين مشروع دمر وقصر الشعب في دمشق

الرمامنة يكتب : الاقتصاد السلوكي: كيف نصنع التوازن في عالم مضطرب

الرمامنة يكتب : الاقتصاد السلوكي: كيف نصنع التوازن في عالم مضطرب
د.محمد عبد الحميد الرمامنة
قال الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط: "إن الفعل الأخلاقي لا يتحقق إلا عندما يتم توجيه الإرادة نحو الخير العام". هذا القول يلخص جوهر الاقتصاد السلوكي، الذي يجمع بين فهم السلوك البشري والقيم الاقتصادية، ليصنع فلسفة حديثة تهدف إلى تحقيق التوازن والرفاهية.

الاقتصاد السلوكي ليس مجرد نظرية علمية، بل هو جسر يربط بين العقل والعاطفة، وبين الفرد والمجتمع. في عالم تتسارع فيه التحولات التقنية وتزداد فيه التحديات الاقتصادية، يصبح هذا النهج ضرورة، ليس فقط لتحسين حياة الأفراد، بل أيضًا لإعادة تعريف طريقة عمل المؤسسات والمجتمعات.

يرتكز الاقتصاد السلوكي على فكرة بسيطة لكنها ثورية: الإنسان ليس كائنًا عقلانيًا بالكامل في قراراته. بل تؤثر عليه عوامل نفسية واجتماعية تجعل من قراراته غير متوقعة أحيانًا، على سبيل المثال، قد يختار الفرد إنفاق المال على ترفيه لحظي بدلاً من الاستثمار في مستقبله، أو قد يؤجل اتخاذ قرارات مهمة بسبب الخوف من الفشل.

هذا النهج، الذي طوره رواد مثل ريتشارد ثالر، يسعى لفهم هذه الأنماط وتقديم "دفعات خفيفة" تُوجّه الأفراد نحو اختيارات أكثر حكمة. تلك الدفعات ليست إجبارًا، بل هي تصميم بيئات وممارسات تساعد الإنسان على اتخاذ قرارات تعود بالنفع عليه وعلى المجتمع

في حياة الأفراد، يمكن للاقتصاد السلوكي أن يكون أداة فعالة لتحسين العادات المالية والصحية. على سبيل المثال، أثبتت بعض الدراسات أن تقديم خيارات صحية في أماكن بارزة بالمتاجر أو العمل يساهم في تحسين عادات تناول الطعام. كذلك، استخدام تطبيقات تساعد على تتبع النفقات والادخار يجعل الأفراد أكثر وعيًا بمواردهم المالية

أما على مستوى المؤسسات، فإن الاقتصاد السلوكي يمكّن الشركات من تصميم خدمات أكثر ذكاءً وفعالية، البنوك، على سبيل المثال، طورت برامج توفير تلقائية تقتطع مبالغ صغيرة من رواتب العملاء شهريًا دون أن يشعروا بذلك، مما أدى إلى زيادة المدخرات بشكل ملحوظ.

في المدارس والجامعات، يمكن استخدام أساليب الاقتصاد السلوكي لتحفيز الطلاب على الدراسة بشكل أكثر انتظامًا، من خلال تقنيات تُشجع المنافسة الصحية وتُقدم مكافآت رمزية.

المجتمعات التي تتبنى الاقتصاد السلوكي تستطيع إعادة صياغة سلوكيات أعضائها بطريقة إيجابية. من خلال مبادرات توعوية تستند إلى فهم السلوك البشري، يمكن تقليل هدر الموارد مثل الطاقة والمياه، وزيادة التزام الأفراد بسلوكيات بيئية مستدامة.
د.محمد عبد الحميد الرمامنة