شريط الأخبار
ماذا قال الشيخ تميم عن لقائه الملك عبدالله الثاني منتدى الاستراتيجيات: ارتفاع نسبة ثقة الأردنيين بالحكومة بنسبة 39% عام 2024 وزارة الاستثمار :الأردن يوفر بيئة استثمارية متميزة وبوابة للأسواق العالمية ماذا تعني قلادة الحسين بن علي.. التي منحها الملك لـ الشيخ تميم الملك يغادر أرض الوطن للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الملك وأمير دولة قطر يعربان عن اعتزازهما بمستوى العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين الوطن والاستثمار... الحنيطي يستقبل الممثل الخاص لأمين عام حلف الناتو للجوار الجنوبي الملك: حياك الله سمو الشيخ تميم بين أهلك في الأردن مندوبا عن الملك.. الأمير طلال بن محمد يرعى حفل الخير لمؤسسة الحسين للسرطان توقيع اتفاقية بين القوات المسلحة الأردنية وشركة “Orange Money” علاقات اقتصادية راسخة بين الأردن وقطر تتعزز بنمو التبادل التجاري والاستثمارات "الصحة": اشتباه بتسمم غذائي يصيب 23 طالبًا في إربد بعد تناولهم "فلافل" السفير الأردني في قطر: زيارة أمير قطر إلى الأردن تعكس تنسيقا دائما في الملفات الإقليمية والدولية الملك في مقدمة مستقبلي أمير قطر لدى وصوله عمّان الأردن يرحب بتقرير أممي يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة الملك وأمير قطر يعقدان مباحثات في قصر بسمان الزاهر وفاة طفل بحادث دهس أثناء عبوره أمام باص مدرسي في عمّان "المتقاعدين العسكريين" تكشف شروط الاستفادة من برامج الحج والعمرة حريق في محكمة بداية الرمثا

الرمامنة يكتب : الاقتصاد السلوكي: كيف نصنع التوازن في عالم مضطرب

الرمامنة يكتب : الاقتصاد السلوكي: كيف نصنع التوازن في عالم مضطرب
د.محمد عبد الحميد الرمامنة
قال الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط: "إن الفعل الأخلاقي لا يتحقق إلا عندما يتم توجيه الإرادة نحو الخير العام". هذا القول يلخص جوهر الاقتصاد السلوكي، الذي يجمع بين فهم السلوك البشري والقيم الاقتصادية، ليصنع فلسفة حديثة تهدف إلى تحقيق التوازن والرفاهية.

الاقتصاد السلوكي ليس مجرد نظرية علمية، بل هو جسر يربط بين العقل والعاطفة، وبين الفرد والمجتمع. في عالم تتسارع فيه التحولات التقنية وتزداد فيه التحديات الاقتصادية، يصبح هذا النهج ضرورة، ليس فقط لتحسين حياة الأفراد، بل أيضًا لإعادة تعريف طريقة عمل المؤسسات والمجتمعات.

يرتكز الاقتصاد السلوكي على فكرة بسيطة لكنها ثورية: الإنسان ليس كائنًا عقلانيًا بالكامل في قراراته. بل تؤثر عليه عوامل نفسية واجتماعية تجعل من قراراته غير متوقعة أحيانًا، على سبيل المثال، قد يختار الفرد إنفاق المال على ترفيه لحظي بدلاً من الاستثمار في مستقبله، أو قد يؤجل اتخاذ قرارات مهمة بسبب الخوف من الفشل.

هذا النهج، الذي طوره رواد مثل ريتشارد ثالر، يسعى لفهم هذه الأنماط وتقديم "دفعات خفيفة" تُوجّه الأفراد نحو اختيارات أكثر حكمة. تلك الدفعات ليست إجبارًا، بل هي تصميم بيئات وممارسات تساعد الإنسان على اتخاذ قرارات تعود بالنفع عليه وعلى المجتمع

في حياة الأفراد، يمكن للاقتصاد السلوكي أن يكون أداة فعالة لتحسين العادات المالية والصحية. على سبيل المثال، أثبتت بعض الدراسات أن تقديم خيارات صحية في أماكن بارزة بالمتاجر أو العمل يساهم في تحسين عادات تناول الطعام. كذلك، استخدام تطبيقات تساعد على تتبع النفقات والادخار يجعل الأفراد أكثر وعيًا بمواردهم المالية

أما على مستوى المؤسسات، فإن الاقتصاد السلوكي يمكّن الشركات من تصميم خدمات أكثر ذكاءً وفعالية، البنوك، على سبيل المثال، طورت برامج توفير تلقائية تقتطع مبالغ صغيرة من رواتب العملاء شهريًا دون أن يشعروا بذلك، مما أدى إلى زيادة المدخرات بشكل ملحوظ.

في المدارس والجامعات، يمكن استخدام أساليب الاقتصاد السلوكي لتحفيز الطلاب على الدراسة بشكل أكثر انتظامًا، من خلال تقنيات تُشجع المنافسة الصحية وتُقدم مكافآت رمزية.

المجتمعات التي تتبنى الاقتصاد السلوكي تستطيع إعادة صياغة سلوكيات أعضائها بطريقة إيجابية. من خلال مبادرات توعوية تستند إلى فهم السلوك البشري، يمكن تقليل هدر الموارد مثل الطاقة والمياه، وزيادة التزام الأفراد بسلوكيات بيئية مستدامة.
د.محمد عبد الحميد الرمامنة