
القلعة نيوز | جمال الرياحي
كشف وزير الثقافة "مصطفى الرواشدة" الخميس عن خطة تعدها الوزارة تهدف إلى إعادة الروح إلى الأماكن والبيوت التراثية القديمة بهدف المحافظة على إرثها التاريخي الوطني.
وأكد إن هذه البيوت هي مخزن الذاكرة ودفاتر السلالة، في كل ركن منها، ثمة حكاية وقصة وأسرار، وكثير من أحايين الفرح، وكذلك الحزن و إن البيوت التي كانت تشفق علينا في صغارنا من حر الشمس و البرد القارص، فتطوي على ضلوعنا أرديتها، وتظللنا بدفء روحها، وكانت جدرانها صفحات لأحلامنا وأمنياتنا التي ظلت تنمو معها كأشجار التين والزيتون والعنب أكتاف المكان.
وبين " الرواشدة " أن هذه البيوت، لها التاريخ، والتراث بمعمارها المتميز الذي يستمد شكله من تفاصيل البيئة المحيطة، لتحسبه نابتا من شقوق صخورها، وتشم رائحة الذين كانت أنفاسهم تبخر المكان بطيبها وطيبتها، هذه البيوت التي تشبهنا ببساطتها، ونشبهها في صلابتها.
وقال أن هذه البيوت الباذخة باتساعها وعلوها وجمالها، الفسيحة ساحاتها، الدافئة ردهاتها وغرفها، التي تتكئ جدرانها على جدرانها بنمط العقد، بزخارفها ونقوشها وأعمدتها وأقواسها وقبابها وشرفاتها التي تمتد في الفضاء كراحة يد تضرع إلى السماء.
ونوه إلى أن هذه البيوت حكاية وقصة ورواية، وهي تمثل آية عمرانية وجمالية وفنية هندسية تشهد على تحولات المكان والعمران، وبعض هذه البيوت يحتاج إلى ترميم، وبث الحياة فيه وإنعاشه من خلال النشاطات والبرامج الثقافية، وتحويلها إلى فضاءات للإبداع ومتاحف تراثية ومكتبات لخدمة المجتمع.
وأضاف " الوزير الرواشدة "لقد كان لي شرف بالمشاركة في تكريم كوكبة من القامات والشخصيات والذوات الوطنية في السلط، والذين بادروا إلى ترميم بيوت الأجداد التي يعود بعضها إلى الحقبة التركية، وضارعت معمار نابلس ودمشق على نفقتهم الخاصة، وهي مبادرة تستحق الثناء والتقدير والاحترام، لأنها تعيد ترميم المكان وأرواح ناسه، وتعبر عن الاعتزاز بالمكان والانتماء للوطن.
وشدد على إن هذه مبادرة حضارية ووطنية وإنسانية للجمعية الأردنية للمحافظة على التراث (تراثنا ذهبنا) حَريةٌ بالتعميم، وأن تنقل المبادرة إلى كل أرجاء الوطن لتكون الأمكنة مزارات سياحية وفضاءات ثقافية.
وختم "الوزير الرواشدة "حديثه إن وزارة الثقافة بادرت وبموازاة إعلانها عن منصة "تراثي" التي ستطلق مطلع تشرين الثاني المقبل، إلى إعداد وإصدار خريطة للبيوت والمباني التراثية، وهي دعوة لأصحاب البيوت والمجتمع المحلي إلى إعادة الروح إلى مكان روح الأجداد .