شريط الأخبار
نواب: زيادة رواتب القطاع العام ضرورة عاجلة لتحفيز الاقتصاد ورفض الموازنة دونها تحقيق لـ"الغارديان" يكشف عن أهوال سجن إسرائيلي تحت الأرض للفلسطينيين الأمير الحسين يؤدى اليمين الدستورية نائبا لجلالة الملك بايدن: ترمب يجلب العار لأمريكا إسرائيل تعلن أن الجثة المستعادة من غزة تعود لمحتجز إسرائيلي أرجنتيني منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة: أوضاع إنسانية وصحية كارثية في غزة المعايطة: لا ديمقراطية دون تعددية وزير السياحة والآثار يترأس جلسة أممية في الرياض سوريا تشن حملة ضد داعش تزامنًا مع زيارة الشرع لواشنطن لافروف: العمل جارٍ على تنفيذ تجربة نووية روسية روسيا وكوريا الشمالية تبحثان تطوير التعاون العسكري والسياسي الملك يغادر أرض الوطن إلى طوكيو أولى محطات جولته الآسيوية المهندس حازم الحباشنة يحضر اللقاء الملكي في محافظة الكرك مديرية شباب البلقاء ومؤسسة فواصل وهيئة شباب كلنا الأردن ينفذون نشاطاً شبابياً مشتركاً المومني: المبادرات الشبابية تحولت لنماذج نجاح مؤثرة على مستوى المحافظات القضاء التركي يصدر مذكرات توقيف بحق نتنياهو ومسؤولين آخرين بتهمة "الإبادة" اليماني يكتب : سيدات النضال العربي ضد العدو الغاصب السفير الياباني: زيارة الملك لليابان تجسد متانة العلاقات الثنائية وتعزز التعاون لتحقيق السلام في الشرق الأوسط العقبة تحتضن فعاليات القمة الثالثة عشرة لصانعي الألعاب الإلكترونية الأمن العام يدعو للإبلاغ عن سكن الأجانب خلال 48 ساعة تجنبا للغرامة

الوقت لصالح من؟ .. الاستطلاعات تجيب!

الوقت لصالح من؟ .. الاستطلاعات تجيب!

عوني الداوود

«سلاح الوقت» من أهم الاسلحة المستخدمة في «الحرب على غزة»، فكلما طال أمد الحرب، زادت الخسائر السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية على اسرائيل.. بالدرجة الاولى، في حين أن طول أمد الحرب -وان كان الفلسطينيون يدفعون ثمنه غاليا من دمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة -الاّ أن هناك مكاسب سياسية تتمثل في العديد من المكتسبات، في مقدمتها عودة القضية الفلسطينية لتصدّر المشهد العالمي بعد أن أوشكت على الانتهاء، اضافة الى مكاسب دبلوماسية تمثلت بتصويت 153 دولة لصالح مشروع قرار وقف إطلاق النار الذي صوتت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة وحصل على دعم 153 دولة من أصل 193.. علاوة على مكتسبات قانونية وسياسية تمثلت بقرارات تاريخية ضد اسرائيل المتهمة أمام محكمة العدل الدولية، والعالم، بارتكاب جريمة ابادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.


اليوم هناك «سلاح جديد» آخر دخل بقوة في هذه الحرب، ألا وهو «سلاح استطلاعات الرأي»-كما أسميه والسبب والشواهد على اعتبار «استطلاعات الرأي» سلاحا جديدا مهما ومؤثرا في هذه المعركة -يضاف الى أهمية سلاح المظاهرات الحاشدة - كثيرة، منها النقاط التالية:

1 -يوم أمس تحديدا كشف استطلاع جديد للرأي في بريطانيا عن تحول الرأي العام نحو رفض أوسع للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ ما يزيد على 4 أشهر (134 يوما) وتعاطف أكبر مع الفلسطينيين..وبحسب وكالات الأنباء فقد أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «يوغوف» أن 66 % من البريطانيين يرون أن على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بزيادة 7 % مقارنة بنوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

-نتائج الاستطلاع أظهرت أيضا زيادة أعداد البريطانيين المتعاطفين مع الفلسطينيين بنسبة 7 % إلى 28 %، وتراجع أعداد المتعاطفين مع إسرائيل بنسبة 2 % إلى 16 %، وبينت النتائج أن أغلبية كبيرة من البريطانيين (65 %) تدعم «حل الدولتين» باعتباره السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم.

2 -استطلاع آخر للرأي سبق أن نشرت نتائجه صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أظهرت أن أغلبية من الشباب الأميركيين بين 18 و24 عاما تتبنى مواقف غير داعمة لإسرائيل بل ومناهضة لها أحيانا، فقد بيّنت نتائج الاستطلاع، الذي أجراه معهد هاريس ومركز الدراسات السياسية الأميركية بجامعة هارفارد، أن 51 % من الشباب من هذه الفئة العمرية يعتقدون أن الحل طويل المدى للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو «إنهاء إسرائيل وتسليمها لحماس والفلسطينيين».

-وفي حين أن غالبية الأميركيين تدعم إسرائيل في حربها على غزة، بحسب الاستطلاع، إلا أن 67 % من هؤلاء الشباب يؤيدون وقفا غير مشروط لإطلاق النار من شأنه أن يُفرج عن المحتجزين في غزة ويترك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السلطة.

-كما أظهرت النتائج أن غالبية الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما وبين 25 و34 عاما يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.

3 -استطلاعات الرأي في جميع دول العالم لها احترامها وتقديرها وأهميتها وتشكل «مرجعية » لصناع القرار، وتشكل ضغطا كبيرا عليهم كلما طال أمد الحرب.
4 -أهمية نتائج استطلاعات الرأي أنها تأتي في وقت تشهد فيه نحو (80) دولة في العالم انتخابات هذا العام بين رئاسية وتشريعية وبرلمانية وحزبية وبلدية، واستطلاعات الرأي قادرة على اجبار السياسيين على تغيير مواقفهم في سبيل كسب ودّ الناخبين، ولذلك فقد باتت القضية الفلسطينية، وحرب الابادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي تجاههم تؤثر على نتائج الانتخابات في معظم دول العالم.

5 -على الرغم من أن السياسة الخارجية ليست في مقدمة أولويات الناخب الأمريكي تاريخيا، إلاّ أن كثيرا من الاستطلاعات داخل الولايات المتحدة الامريكية تؤكد أن ما يجري في غزة -هذه المرّة- سيكون له تأثير كبير على نتائج أهم انتخابات في العالم خصوصا بعد اعلان كثير من «الأقليات سواء من العرب أو المسلمين أوالملونين- وحتى الشباب البيض» من الناخبين الامريكيين أن أصواتهم في نوفمبر/تشرين الثاني القادم لن تكون الا مع من يؤيد وقف إراقة دماء الأطفال والنساء.

باختصار: فإن أهمية «استطلاعات الرأي» في الغرب تكمن في قوة تأثيرها، وقدرتها على التغيير، مع الاشارة أن نتائج معظم الاستطلاعات في العالم تؤكد زيادة تعاطف الشعوب -خصوصا لدى فئة الشباب -مع القضية الفلسطينية وتراجع تأييد اسرائيل لما ترتكبه من مجازر، ومثل هذه النتائج قادرة أن تضغط على الحكومات الغربية لتغيير مواقفها حين تدرك بأن انحيازها الأعمى لاسرائيل سيفقدها شعبيتها.. وسيؤثر الى حد كبير على مقاعدها الانتخابية البرلمانية كما الرئاسية.

الدستور