
آن الأوان لرفع راية الأردن أولاً: رسالة إلى حزب جبهة العمل الإسلامي
القلعة نيوز:
تابعنا بأسف بالغ قرار الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، والذي أعلن فيه عن تأجيل الفعالية المركزية لنصرة غزة التي كان مزمعًا تنظيمها يوم غد الجمعة عند المسجد الحسيني. إن تبرير هذا التأجيل بـ "الأجواء المحتقنة وحالة التعبئة والتحريض المجتمعي" يطرح تساؤلات جوهرية حول أولوياتنا الوطنية وسبل التعبير عن دعمنا للقضايا العادلة.
إن دعم قضية فلسطين والوقوف إلى جانب أهلنا في غزة هو واجب عربي وإنساني لا يزايد عليه أحد في الأردن. لطالما كان الأردنيون في طليعة الداعمين للقضية الفلسطينية، وقدموا الغالي والنفيس نصرة لها. لكن هذا الدعم الأصيل يجب أن ينطلق دائمًا من ثوابتنا الوطنية الراسخة، وأن يعكس وحدتنا وتماسكنا الداخلي.
إن ما شهدناه في الأيام الأخيرة من "تعبئة وتحريض مجتمعي" يستدعي وقفة تأمل. هل يعقل أن يصبح التعبير عن التضامن مع قضية عربية نبيلة سببًا للانقسام والاحتقان في مجتمعنا؟ وهل يجوز أن تتجاوز بعض الأصوات والأفعال حدود التعبير السلمي المشروع لتثير الفتنة وتقوض أمن واستقرار الوطن؟
إننا نتوجه هنا تحديدًا إلى حزب جبهة العمل الإسلامي، وهو حزب وطني له تاريخه ودوره في الحياة السياسية الأردنية. لقد آن الأوان ليراجع الحزب أولوياته ونهجه في التعبير عن مواقفه. إن رفع راية الأردن عاليًا يجب أن يتقدم على أي اعتبار آخر. إن الحفاظ على وحدة الصف الوطني وأمنه واستقراره هو الضمانة الأقوى لدعم أي قضية خارجية، بما فيها قضية فلسطين.
إننا نتفهم مشاعر الغضب والألم التي تنتاب الأردنيين تجاه ما يتعرض له أهلنا في غزة. لكن التعبير عن هذه المشاعر يجب أن يكون مسؤولًا وحكيمًا، وأن يصب في خانة تعزيز قوتنا الداخلية لا إضعافها. إن المسيرات والفعاليات يجب أن تكون منصة للتعبير عن التضامن والوحدة الوطنية، لا ساحة للخلاف والتناحر.
إن يوم غد الجمعة، الذي كان من المفترض أن يشهد فعالية لنصرة غزة، يجب أن يتحول إلى يوم لترسيخ وحدتنا الوطنية. إن استنكار أي محاولة لزعزعة أمن الأردن واستقراره، وأي تجاوز للقانون والنظام، يجب أن يكون هو العنوان الأبرز. إن دعم فلسطين يبدأ من الحفاظ على قوة ومتانة الأردن.
إننا على ثقة بأن غالبية أبناء حزب جبهة العمل الإسلامي يدركون هذه الحقيقة. وندعوهم إلى تغليب مصلحة الوطن العليا، والعمل على توجيه قواعدهم وأنصارهم نحو التعبير المسؤول والواعي عن آرائهم ومواقفهم. إن الأردن أولاً، وقوته ووحدته هما السند الحقيقي لفلسطين ولجميع قضايا أمتنا العادلة.
فلنجعل من يوم غد الجمعة يومًا لرفع راية الأردن خفاقة، وللتأكيد على أن وحدتنا الوطنية هي صمام الأمان وسلاحنا الأقوى في وجه التحديات. إن دعم غزة يبدأ من هنا، من أرض الأردن الآمنة والمستقرة.
حفظ الله الاردن والهاشمين
المتقاعد العسكري نضال انور المجالي