شريط الأخبار
أول تعليق لترامب على تقدم القوات الروسية في مقاطعة سومي الأوكرانية مونديال الأندية 2025.. العواصف الرعدية تهدد مواجهة ريال مدريد ويوفنتوس اليوم رئيس الوزراء: مؤشرات الاقتصاد الوطني خلال الربع الأول من العام الحالي مشجَّعة وتدل على تحسن الأداء الاقتصادي الأردن يرحب برفع الولايات المتحدة العقوبات عن سوريا الصفدي: كارثية الوضع في غزة تستدعي تحركا دوليا فوريا لفرض إدخال المساعدات إسناد تهم القتل والشروع بالقتل والتدخل بالقتل لـ 25 متهما بقضية التسمم الكحولي الحملة الأردنية تواصل تشغيل المخابز في جنوب غزة للنازحين الأردن يعزي تنزانيا بضحايا حادث كليمنجارو إرادة ملكية بالاميرة بسمة ....رئيسة لمجلس أمناء لجنة شؤون المرأة تنقلات بين السفراء .. الحمود وعبيدات والحباشنة والفايز والنمرات والنبر والعموش والخوري لماذا الثانوية العامة. ... الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية الفايز يستعرض عناصر قوة الدولة الأردنية وصمودها برئاسة كريشان "إدارية الأعيان" تزور مركز الخدمات الحكومية في المقابلين أعضاء مجلس مفوضي العقبة يؤدون القسم القانوني القوات المسلحة تحتفل بذكرى الهجرة النبوية الشريفة ورأس السنة الهجرية ارتفاع تدفق الاستثمار الأجنبي بالربع الأول 14.3% ليسجل 240 مليون دينار الإدعاء العام يستمع اليوم لبيانات النيابة العامة بقضية التسمم بكحول الميثانول الصحة: 57 حالة راجعت المستشفيات بسبب التسمم بمادة الميثانول وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ ويوما خيريا في اشتفينا

الحباشنة يكتب : في أزمة الأقليات

الحباشنة يكتب : في أزمة الأقليات

فارس الحباشنة

في مسألة الأقليات في العالم العربي، ما بعد عام الألفين، صدرت موسوعة عربية، وشملت حوالي عشرات من الأقليات. وفي العالم يوجد حوالي 300 أقلية معترف بها تاريخيًا.

ولكن، أبرز ما يطغى على العقل البحثي والمعرفي والسياسي العربي في موضوع الأقلية هو الإيحاء بعدم الاعتراف، وأنها خطر على الهوية الكلية، أو الهوية الكبرى، أو الهوية الأم. وعربيًا، ثمة التباس في معرفة «الأقليات»، ومسافة شاسعة بين الجهل والمعرفة... وتندرج الأقليات تحت عنوان العدو المحتمل والوارد. وذلك يظهر في أدبيات عربية: سياسية وتربوية وتعليمية، ومناخات إعلامية.

الهوية الموازية هي الآخر وطنيًا وقوميًا... ولكن يبدو أن ثمة التباسًا في وعي الذات، وحتى نفسر ونفهم من هو الآخر الوطني والقومي. في الثقافة العربية، مصطلح «الآخر» منزوع الدلالة وأحيانًا غامض، وكما لو أنه يعبر عن ضمير مستتر أو فعل مبني للمجهول.

وفي الأدبيات السائدة، هناك لعنة وشيطنة للآخر، وشركاء الهوية الوطنية والقومية.

وفي الموروث الثقافي العربي، شعر أو نثر أو كتب تاريخ، ما هو إرهابي فكريًا ينفي الآخر، ويستغني عنه، ويؤسس لـ»أنا» متضخمة، و»أنا» الإنكار للغير والآخر.

ورواسب تلك الثقافة في اللاوعي العربي من أيام الدعوة المحمدية: ثقافة الغزو، والاحتراب القبلي، وعقيدة الغنيمة... فأحد الشعراء قال – بالتصرف –: «إن لم يجد بيتًا يغزوه، فقد يغزو بيت أخيه، وهو الهدف والضحية تلك الليلة». والغزو تحوّل إلى نمط وثقافة، وفكرة سياسية في العقل العربي. ومن تكراره يستمد الشرعية بالوجود، وقد أفرز في الفكر السياسي العربي عقيدتي: العصبية والغنيمة. الاختلاف والتوليف والائتلاف في الثقافة العربية مرفوضة، كل النداءات الفكرية والفلسفية واجهت الإقصاء، والنحر، والقتل.

الاختلاف، افتراضي هويّاتي منسي وممنوع، ومسكوت عنه. ولاحظوا، كلما حاولت الأنظمة السياسية العربية دمقرطة الحياة والمجتمع والسياسة، تفشل، فشلًا ذريعًا. ولاحظوا في الخطاب السياسي العربي كم تُستعمل كلمات: غنيمة، سبايا، موالي... ثورات خرجت تنادي بالديمقراطية، وصاح قادتها ومفكروها يصرخون من أجل الغنائم والسبايا.

نكتب ونقول، لمجرد الحفر في تحليل الشخصية والعقلية العربية، وماذا تعني الطائفة والإثنية والمذاهب العربية قديمًا وحديثًا. واليوم تُترجم إلى صراع دامٍ وعابث بين الأقلية والأكثرية. والبعض يحاول انتزاع مفهوم الأكثرية طائفيًا، ليعبّر عن سلطة لهوية كلية افتراضية.

المستشرقون ركزوا على الطوائف والمذاهب العربية والإسلامية. وعرفنا من كتب الاستشراق الكثير عن تاريخنا العربي، وعن مسلّمات تاريخية كنا نعتقد أنها حقائق مطلقة. وفي الدرس التأريخي التأويلي تبين أن المطلق وهم، والهوية الافتراضية خدعة.

واستغل الفكر الاسرائيلي الجهل والعفن الفكري، وعرف كيف يوظّف نظرية الأقليات في العالم العربي.

وأول من بشّر بـ»شرق أوسط جديد» ورسم خرائط وتضاريس ديمغرافية، طائفية، وإثنية لمجتمعات الشرق الأوسط. ثم أضافت كوندوليزا رايس فصولًا مسرحية في نظرية «الفوضى الخلّاقة»، وما نشهده اليوم هو ترجمة حيّة وواقعية لمفرداتها على الواقع السياسي العربي والشرق أوسطي.

ستة ملايين يهودي أصبحوا هم الأكثرية. ولعبة الأقليات، سياسيًا واستراتيجيًا، تخدم مشروع إسرائيل الكبرى والعظمى، وتستهدف أوطانًا ودولًا، حيث سوف تتحول إلى هوامش وأرقام في خانات صفرية.

"الدستور"