القلعة نيوز-
 إذا  الــفجرُ الــجميلُ بــدا يلوحُ
يُــصَحِّي لــلورى ديــكٌ فصيحُ
.
لـــهُ  عُــرفٌ جــميلٌ قــرمزيٌ
وزيَّـــنَ  ذَيــلَــهُ ريـــشٌ مــليحُ
.
بِــهِ  بَــاهَى دَجَــاجَ الْحَيِّ فَخْرًا
وَقَــدْ  أَغــوَاهُ بِــالصَّلَفِ الْمَدِيحُ
.
لَـــهُ  جَـــارٌ يُــعَرْبِدُ كُــلَّ لَــيْلٍ
لــقَــدْ  مَــلَّتْ مَــثَالِبَهُ الــسُّطُوحُ
.
طَــوَالُ الــلَّيْلِ يَسْعَى لِلْمَعَاصِي
وَعِــنْدَ الْــفَجْرِ يَــرْقُدُ يَــسْتَرِيحُ
.
وَقَــدْ كانتْ دُيوكُ الْحَيِّ تَصْحُو
تُــؤَذِّنُ  فِي الْوَرَى جَذَلًا تَصِيحُ
.
فَــأَغْضَبَ صوتُها الْعِرْبِيدَ حَالًا
فــرَاحَ  يَــثُورُ مِــنْ فَمَهِ الْفَحِيحُ
.
وهَــدَّدَهُــمْ أَلَا صَــمْــتَا مُــبِــيناً
لــقَدْ أَضْــنَانِيَ الــصَّوْتُ الْقَبِيحُ
.
وَإِلَّا أَنْــتِــفُ الأرْيـــاشَ نَــتْــفًا
وَلِــلْــخُمِّ الْــحَــقِيرِ سَــأَسْــتَبِيحُ
.
فــقَالَ  لــهُ مــن الأحــرارِ ديكٌ
ألا اُصْــلُبْني كَمَا صُلِبَ الْمَسِيحُ
.
فَــلَنْ أَرْضَــى بِــذُلٍّ مِــنْ جَبَانٍ
وَلَـــوْ مَــزَّقْتَنِي وَدَمِــي يَــسِيحُ
.
وَدِيــكٌ قَــالَ إِنَّ الــصَّمْتَ خَيِّرٌ
ديُــوكُ الْــحَيِّ مــازالت تَــبُوحُ
.
فَــعَــادَ  وَقَــالَ أَسْــمَعْنِي نَــقِيقًا
وَإِلَّا  رَأْسُـــكَ الْــفَاضِي يــطِيحُ
.
فَــقَالَ  أَنِــقُّ مِــثْلَ بَنَاتِ جِنْسِي
ضَــرُورَاتُ الْأمَــانِ لَــنَا تُــبِيحُ
.
فَــعَادَ وَقَــالَ كَــمْ أَحْــتَاجُ بَيضاً
وَلَــنْ أَرْضَــى بِــغَيْرِهِ لَوْ تَنُوحُ
.
عَــلَيْكَ بِــأَنْ تَــبيضَ بِــكُلِّ يَوْمٍ
وَإِلَّا سَــوْفَ يَــشْوِيكَ الــصَّفِيحُ
.
قَـــرَارِي  نَــافِــذٌ إِبْــدأْ ســريعاً
وَلَــنْ يَــأْتِيكَ مِنْ عِنْدِي صُفُوحُ
.
بَكَى الدِّيكُ الْمُهَادِنُ دُونَ جَدْوَى
وَمَــاذَا يَــفْعَلُ الْــقَلْبُ الْــجَرِيحُ
.
سِــوَى نَــدَمٍ عَــلَى مافاتَ يَوْمًا
وَلَــمْ يَــسْمَعْ لِــمَا قَــالَ النَّصِيحُ
.
كَــمَا  اِخْتَارَ الزَّمِيلُ الْحُرُّ فَوْرًا
وَمَــا  عَــادَ الــزَّمَانُ لَــهُ يُــتِيحُ
.
وكَـــانَ  خِــيَــارُهُ حُـــرّاً قــوياً
بِــهِ  قَــدْ قــامَ صَــاحِبُهُ الــذَّبيحُ
.
فَــآثَــرَ  أَنْ يَــمُــوتَ بِــغَيْرِ ذُلٍّ
وَلَــمْ يَــخْذُلْهُ فِــي يَــوْمٍ طُمُوحُ
.
فَــصَارَ  كَــقِصَّةٍ تُــرْوَى كَثِيرًا
وَأَصْــبَحَ رِيــشُهُ تَــذْرُوهُ ريــحُ
.
هِــي الــدُّنْيَا يَــعِيشُ الْمَرْءُ فِيهَا
يُــقَــوِّمُهُ  بِــهَــا جَــسَــدٌ وَرَوْحٌ
.
إِنِ اِنْــفَصَلَا فَــلَيْسَ هُنَاكَ عَيْشٌ
وَلَــكِــنْ جُــثَّــةً تَــأْتِــي تَــرُوحُ
.
فَــعشْ دَوْمًــا كَمَا الِأَبْطَالُ حُرًّا
كَــمَا اَلــرَّيْحَانُ من طِيبٍ يَفُوحُ
---------------------------
عــبدالناصر عــليوي الــعبيدي
     
              



