شريط الأخبار
الاحتلال يشن حملة مداهمات واسعة في الضفة الغربية المومني يرعى انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الثاني حول الخطاب الإعلامي في الجامعة الهاشمية قائد الحرس الثوري: قواتنا في ذروة الجاهزية للرد على أي تهديد وردنا الصاروخي انتهى بهزيمة "إسرائيل" اجتماع إسطنبول يرفض أي وصاية على غزة: الحكم للفلسطينيين وحدهم ترامب يهدد بحرمان نيويورك من التمويل إذا فاز ممداني مندوبا عن الملك .. حسان يشارك في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية مركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم: التحول الرقمي أصبح ضرورة ملحة للطالب والمعلم وزير الخارجية يعقد مباحثات موسعة مع وزيرة الخارجية والتنمية البريطانية قطر تؤكد دعمها للوصاية الهاشمية وتحرص على تعزيز التعاون الاقتصادي مع الأردن وزير المياه يوعز بزيادة صهاريج المياه وسرعة إنجاز محطة المعالجة في البربيطة الهلال الأحمر الفلسطيني: رفح معزولة عن المساعدات وتواجه مجاعة متفاقمة أكسيوس: واشنطن تقدم مشروع قرار لإنشاء قوة دولية في غزة لمدة عامين الملكة: "لحظات لا تنسى في قمة عالم شاب واحد" استشهاد فلسطيني وإصابة آخر برصاص مسيرة إسرائيلية شرق غزة الديوان الملكي ينشر صورة جديدة للملك عالم اجتماع اسرائيلي: خطة غزة سيناريو لكارثة مؤكدة الملكة رانيا تدعو شباب العالم لمواجهة الكراهية بالأمل الحكومة تحصل 159 مليون دينار من "المساهمة الوطنية" العام الماضي غوتيريش: 700 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع في العالم واشنطن تقدم مشروع قرار لإنشاء قوة دولية في غزة لمدة عامين

الشرفات يكتب: متروك العون .. سلمت بك الدنيا

الشرفات يكتب: متروك العون .. سلمت بك الدنيا
د.طلال طلب الشرفات

الدكتور متروك العون الطبيب الإنسان والرجل الصابر المؤمن الذي غادر في رحلة شفاء يستحق منا ان ندعو له بالخير، وأن نستذكر مواقفه النبيلة، وتفانيه الفطري البسيط في خدمة أهله ومرضاه، وإذا كانت الدنيا لا تخلو من اهل الخير وزرّاع المعروف فذاك ممكن؛ لأن الخير باقٍ في الأمة إلى يوم الدين، وأما أن تجد من يكرّس كل حياته لخدمة الناس دون تعب أو كللٍ أو ملل أو غضبٍ من نكران، أو استجابة للحظة تتضخم فيها الأنا، ويستبد فيها الانتقام؛ فذاك هو المستحيل بعينة في سجايا الطبيب الإنسان "أبا حمزة" النَّقي التَّقي الحليم الوفيّ، رجل الدولة وطهر البادية الأصيل، صورة لن تتكرر في بادية عزيزة استبدّ بها العبث ونال منها ضيق الحال ما نال.

اليوم بات واجباً ان تعترف البادية من حوشا إلى الرويشد بخذلان هذا الرجل الشريف ذات يوم؛ يوم تضخّمت الأنا، ونال من طهرنا، ووفائنا، وشرف الموقف فينا قبس وفاء، لم ننتصر لرجل ألفناه وعرفناه، وله مع بيت وأمّ وطفل في البادية قصة طهر وموقف نبل، تركنا الرجل يواجه مصيره مع ثلة من اولي العمّ والدم؛ قلوبنا معه وسيوفنا عليه، جرحناه دون أن يئن، وخذلناه دون ان يتخلى عنا بعدئذ، كان الأجدر بتمثيلنا نبلُ ورفعة؛ بسجاياه الأصيلة ونواياه الشريفة مذ أن كان شاباً صادقاً، وطبيباً يافعاً نافعاً لكل من طرق بابه أو استنجد به ملهوفاً من تصاريف الدنيا أو ضيق أسباب مداواة.

كان وما زال متروك كريماً يثملُ نشوة في شرف خدمة الأمهات والأطفال، وفي مقدمتهن حرائر البادية من ذوات ً"المعاصب السوداء" وينتظر البسطاء؛ كي يقضي حوائجهم بابتسامته النقية البريئة المعطّرة بالشرف، ولم تثنه الرتب، وغبار المواقع عن ادب التواضع، ولم يهزه النكران؛ محبّاً للبادية وأهلها، مقتديا بسيد الخلق صلوات الله عليه عندما قال "والله إنك لأحب أرض الله إلي".

أي متروك هذا الذي يتجرأ السقم أن يستبدّ به، او يقارب عنفوانه الندي، وقلوب الأمهات والفقراء، وكل من عرفه دون استثناء تلهج له بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يشفيه ويعافيه؛ أيقونة طهر، ورأس الرمح من سجايا الشرف الأردني الأصيل، اي متروك ذاك النبيل الذي وجب اليوم أن نعلن له الندم على كل ما فات من هذا الصلف من النكران؛ البادية كل باديتنا، وبعض بني قومنا، فمن أبلج بالحق منك، ومن أحرص على شؤون الفقراء والمعوزين وأهل الضنك عداك؟، فقد أحسسنا بحجم الذنب، وطاردنا عذاب الضمير مع أول "بحة" في صوتك الشريف.

أيها السيد الحرّ، يا طبيب أمي؛ سيدة الوفاء والاستقامة، وشيخة أيمان العجائز، لقد أنصفتك هي يومها أيها النبيل، وما غادرت الدنيا إلا وقد وشمت أسمك على ورقة الثقة قبس وفاء، ولكن نحن أبناؤها لم نستطع أن نرتقي إلى حواف نبلها، واخترنا القبيلة على قرابين الوفاء التي لم يعد يألفها أحد في زمن الجهوية، والهويات الفرعية، والمصالح الضيقة، نعم يا صديقي هو الموقف الوحيد الذي التمسته منا يومها "رحمها الله"، فخذلناها وخذلناك، وأنت لك فضل بعد الله في كل بيت وذاكرة وموقف ومآل ، أيها الطيب الذي بقي قلبه على البادية حتى بعد عقد ونيّف من عتبك المغموس بالحزن على كل الأحبة الذين ذهبوا ذات صبح مع الريح، ولكنك بقيت.

أيها الكريم، والكريم حبيب الله، لا تجزع ولا تقنط من رحمة الله، وكل الضمائر النقية والتقية تدعو لك بالصحة والعافية آناء الليل وأطراف النهار بشفاء لا يغادر سقماً، وهذا هو قدرنا نحن معشر الخلق؛ لا نتذكر الفضل إلا بشدّة طفقت، أو وجعٍ حلّ، لقد سكنت قلوبنا وحواسّنا دون أن نشعر إلا بهذا الاختبار الذي نقسم فيه على الله يمَن عليك بفضله؛ لأننا ندرك سجاياك وعطاياك، وحجم المروءة في قلبك، كنت لنا وما أوفيناك فلعل الدعاء يجبر قبس من قصورنا، وفتات من عجزنا الذي لا يُجبر، وستعود الينا كما كنت مكللاً بالعافية، يا رب.

نسأل الله ان يشفيك أيها النبيل وأن يأخذ بيدك نحو أفق الصحة والعافية، وأن يجبر خاطرنا برؤية محياك قريباً سالماً معافى، وكن عاشقاً للوطن وعد بسرعة، اللهم امين.