شريط الأخبار
بحضور الملك والملكة.. عقد قران الآنسة سُكينه ناصر جوده والمهندس راكان رائد أبو السعود الصفدي لبلينكن: لا شيء يبرر لإسرائيل استمرار عدوانها الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال هاشم صفي الدين مقتل نائب قائد كتيبة اسرائيلية بمعارك لبنان وزير لبناني: نحتاج 250 مليون دولار شهريًا لتغطية خدمات النازحين وصول قافلة أردنية محملة بالطحين وأغذية الأطفال إلى شمال غزة وزير الخارجية الأمريكي يزور الرياض الأربعاء الخارجية: تأجيل زيارة بلينكن للأردن ارتفاع أسعار الذهب بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق أردوغان: نعزز جبهتنا مع اقتراب النار الإسرائيلية من حدودنا الحسين إربد يلتقي ناساف الأوزبكي بدوري أبطال آسيا غداً بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض 9 شهداء و7 جرحى في غارات إسرائيلية على مناطق في لبنان منتخب الناشئين ينهي تحضيراته للقاء هونغ كونغ غداً رئيس الوزراء يبحث مع سفراء عرب جهود دعم وإسناد الأشقاء في فلسطين ولبنان حزب الله: لا مفاوضات مع إسرائيل 115 شهيدا و487 مصابا في غزة خلال 48 ساعة الحكومة تؤكد أمن الحدود أمر سيادي لا يجب انتهاكه المومني يعرض تفاصيل قرارات مجلس الوزراء المومني: قرار ضريبة سيارات الكهرباء مستمر

جرش: وتستمر الحياة

جرش: وتستمر الحياة
مالك العثامنة

العناوين صارخة وتفيد بما معناه "مهرجان جرش يثير غضب الأردنيين وجدلهم".

هناك جدل فعلا مثل كل جدل يومي معتاد في الأردن، وعناوين مدروسة مثل تلك، تؤجج الجدل بلا شك، وهذا هدفها أساسا، لكن لا يمكن قياس غضب الأردنيين هكذا بمزاج جملة يضعها محرر في غرفة أخبار بعيدة. ربما هو غاضب مع مؤسسته وامتداداتها، لكن لا يمكن قياس غضبه على الأردنيين.

تلك لعبة الصحافة والإعلام الذكي في عصر ثورة المعلومات، والتضليل مهارة يتقنها كثيرون.
اطلعت على تفاصيل المهرجان هذا العام، ووجدته مختلفا جدا، ألغت الإدارة فعاليات المسرح الجنوبي بكل تعاقداته (وعلمت أن لا كلف بالمطلق على إلغاء التعاقدات)، واستحضرت الإدارة فعاليات فنية وثقافية تناسب المزاج العام للناس في وسط المدينة الأثرية وباقي المحافظات، والمهرجان ليس ترفيهيا بقدر ما هو مجمع كرنفالي ثقافي يعكس وجدان الأردنيين ومزاجهم.
فعليا، وحسب ما سمعت من تفاصيل زودتني بها إدارة المهرجان مشكورة، فإن المهرجان هذا العام سيستمر لكن بتعديلات تناسب المزاج العام، وتتماهى معه وتثريه، وشخصيا فإنني لا أرى في فكرة إلغائه التي طرحها البعض "وهم متنوعون بين حسن النوايا وسوئها" إلا محاولة تقويض للدولة التي هي للجميع.
ليس للمهرجان رسالة سياسية، ولا يجب أن يكون له قالب سياسي، لكنه وعبر أكثر من أربعين عاما استطاع أن يترسخ في وجدان الأردنيين كظاهرة موسمية، غيابها هو الذي يثير الجدل وربما الغضب عند البعض أيضا. وقد كاد يحصل ذلك في ظروف مشابهة لما نشهده اليوم (حرب العراق)، وحصل التوقف فعليا أيضا بقرار لم يكن موفقا عام 2008 باستبداله بمهرجان بديل أخفق بالاستمرار، وعاد مهرجان جرش مستمرا عام 2011.
المهرجان الذي يجب ألا يكون "مسيسا"، فإن حضوره أو غيابه حالة سياسية بامتياز، وللمهرجان خصم تاريخي اعتاد الأردنيون عليه، يثير الضجة والجدل كل صيف، ويبحث عن الذرائع والأسباب لا لتعطيل المهرجان وحسب، بل لإنهائه وإعدامه في سياق سباقه المحموم والدائم لإثبات السيطرة على المجتمع والضغط على الدولة، فيصبح المهرجان وحضوره أداة من أدوات سياسة الضغط على الدولة الأردنية بدون أي قراءة في تفاصيل أهمية حضور المهرجان كحالة ثقافية وفنية "وترفيهية" لا في الأردن وحسب بل في العالم أيضا.
واليوم، تتكرر ذات الحالة والمشهد، بركوب موجة تداعيات ما بعد السابع من أكتوبر، والدولة ليست ملزمة بالمطلق ان ترتبك أو تتردد، كما انها ليست في صدد تقديم كشف حساب واجبها السياسي والأخلاقي أمام أي أحد في سياساتها لدعم القضية الفلسطينية والإنسان الفلسطيني تحت العدوان الوحشي الإسرائيلي.
التصدي لهذا العدوان عميق ومتعدد المستويات، وأول أدوات التصدي أن تكون الدولة قوية وواثقة، الفرح مبتور لكن فلنتفق أن الحياة مستمرة.

الغد