شريط الأخبار
6 وفيات ونحو 750 إصابة في زوبعة ضربت جنوب البرازيل وزيرة بريطانية: مستودعات الأردن مليئة بالمساعدات وتنتظر الدخول لعزة الشرفات من عجلون: توحيد خطاب الوسط المحافظ أولويّة وطنيّة الرواشدة يشارك في مهرجان "فريج الفن والتصميم" بقطر نواب: زيادة رواتب القطاع العام ضرورة عاجلة لتحفيز الاقتصاد ورفض الموازنة دونها تحقيق لـ"الغارديان" يكشف عن أهوال سجن إسرائيلي تحت الأرض للفلسطينيين الأمير الحسين يؤدى اليمين الدستورية نائبا لجلالة الملك بايدن: ترمب يجلب العار لأمريكا إسرائيل تعلن أن الجثة المستعادة من غزة تعود لمحتجز إسرائيلي أرجنتيني منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة: أوضاع إنسانية وصحية كارثية في غزة المعايطة: لا ديمقراطية دون تعددية وزير السياحة والآثار يترأس جلسة أممية في الرياض سوريا تشن حملة ضد داعش تزامنًا مع زيارة الشرع لواشنطن لافروف: العمل جارٍ على تنفيذ تجربة نووية روسية روسيا وكوريا الشمالية تبحثان تطوير التعاون العسكري والسياسي الملك يغادر أرض الوطن إلى طوكيو أولى محطات جولته الآسيوية المهندس حازم الحباشنة يحضر اللقاء الملكي في محافظة الكرك مديرية شباب البلقاء ومؤسسة فواصل وهيئة شباب كلنا الأردن ينفذون نشاطاً شبابياً مشتركاً المومني: المبادرات الشبابية تحولت لنماذج نجاح مؤثرة على مستوى المحافظات القضاء التركي يصدر مذكرات توقيف بحق نتنياهو ومسؤولين آخرين بتهمة "الإبادة"

الدكتور فرج يكتب: المكنسة "اللمامة" والطريد الحكاية التي لا تقال

الدكتور فرج يكتب: المكنسة اللمامة والطريد الحكاية التي لا تقال
القلعة نيوز- بقلم الدكتور محمد نصرالله فرج
في قلب شركة في إحدى دول أمريكا الجنوبية، وعن أحد أقربائي،
كان هناك موظف غريب الأطوار، يعرف بـ"المكنسة".
لم يكن بارزا ولا محبوبا، لكنه كان حاضرا في كل مكان.
يتسلل بصمت، لا يلاحظ، يمسح الأرض من الكلام، ويجمع ما يقال وما لا يقال،
لا يميز بين فتات الحقيقة ونشارة الكذب كل شيء يخبأ في كيسه الأسود.
يبدو نظيفا في حضوره، أنيقا في حديثه، يبتسم لمن حوله ويتظاهر بالود.
لكن داخله كان شيئا آخر
قلب مكدس بالحقد، حتى على أقرب الناس إليه.
لا يشبع، وإن دخل عليه المال من كل باب.
يعمل هنا وهناك ، ويبحث عن المزيد، وكأن فراغه لا يملؤه شيء.
لم يكن المسؤولون في الشركة يعلمون أن "المكنسة"
الذي يبدو مسالما، كان في كل مكان عمل فيه يترك خلفه فتنة.
يتقن التمثيل، ويتلون مع المواقف، يبتسم في وجه
الجميع، ثم يطعن من الخلف بهدوء.
يزرع الشكوك، يغذي الخلافات،
ويقدم نفسه دائما كصاحب فضل، بينما هو يحفر للجميع خنادق الهلاك.
لا يتردد في تدمير صديق، إشاعة كذبة، أو التضحية بسمعة زميل ، فقط ليصل إلى أهدافه
الخبيثة.
وكان "المكنسة" أيضا يعاني من عقدة دفينة، جهله كان كابوسا
يطارده في كل مكان.
يرى في أصحاب الشهادات تهديدا لصورته الزائفة.
يغار من كل من يحمل علما، ويضيق صدره بأي إنجاز لا يملكه.
لا يحتمل أن يرى زميلا يتقدم، أو يشاد به،
فيسعى بخبثه المعتاد إلى تشويهه، تارة بالسخرية، وتارة بنشر الإشاعات، وكأن نجاح
الآخرين يفضحه ويعري نقصه.
وفي زاوية أخرى، كان يعيش "الطريد" موظف سابق لفظته
الشركة ذات صباح، لكنه لم يغادرها أبدا من داخله.
خرج بجراحه، وغضبه، وبقايا كرامة مكسورة، وراح يبني
روايته الخاصة، رواية لا تنقصها التفاصيل، لكنها تفتقر للصدق.
كل مساء، يلتقي "المكنسة" بـ"الطريد" في الظل.
يفرغ أمامه ما التقطه طوال اليوم.
همسة، غلطة، تلميح، أو حتى كذبة لا صاحب لها.
فيأخذها "الطريد"، يجملها، يلونها، ينفخ فيها من ألمه،
ثم يخرج بها إلى الناس، يرويها كنبوءة، وكأنه وحده من يعرف الحقيقة.

وهكذا، كانت الحكاية تمر بثلاث مراحل.
تكنس من الزوايا،
تفلتر بالغل،
ثم تباع على أنها يقين.
لم تكن الشركة تعرف أن أخطر
أسرارها لا تسرب عبر الحواسيب، بل عبر كيس
أسود يحمله موظف عادي،
وصوت حاقد يروي القصص على طريقته.
"المكنسة" لا تتكلم
و"الطريد" لا يسكت
والكذب بينهما كان دائما يبدو صادقا.