شريط الأخبار
عاجل : الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد وحدة الطائرات المسيّرة الثانية في الجيش الإيراني عاجل :عراقجي: قصف المنشآت النووية لن يدمر المعرفة التقنية التي طورتها إيران إعلام إسرائيلي: اعتراض مسيرة حاولت اختراق الأجواء من ناحية الحدود مع لبنان مجلس جامعة الدول العربية يدين العدوان الإسرائيلي على إيران اتصالات مصرية مكثفة لاحتواء التصعيد العسكري بين إسرائيل وايران الصفدي: الموقف العربي يطالب بوقف العدوان وعودة مفاوضات نووي إيران إسرائيل تتوقع "حربا طويلة" ضد إيران غارات اسرائيلية على بلدات بجنوب لبنان الشيخ علوان الشويعر : خطاب ملكي أمام البرلمان الأوروبي رسم خارطة طريق إنسانية للعالم اجمع أوباما يتحدث عن ضريبة الحرب... ترامب: سأمهل إيران أسبوعين كحد أقصى السفارة الأمريكية تصدر تنبيهًا أمنيًا بشأن دخول رعاياها إلى الأردن عراقجي: إيران تؤيد إجراء المزيد من المحادثات مع أوروبا 5 مدمرات أميركية في المنطقة لحماية إسرائيل .. و"نيميتز" تصل خلال ساعات إيران: لن نوقف تخصيب اليورانيوم لكن التنازلات ممكنة عملية إخلاء جديدة للسفارة الأميركية في بغداد اعتقال 6 في بريطانيا للاشتباه بضلوعهم في اعتداء قرب السفارة الإيرانية الحرس الثوري: الموجة الأخيرة تتضمن صواريخ بعيدة المدى وثقيلة ومسيّرات سقوط شظية صاروخ في العقبة وكالة الطاقة الذرية: لا خطر إشعاعي في طهران .. واليورانيوم الإيراني تحت الضمانات

ابوقوطة يكتب : غسيل الأموال في الرياضة - الوجه الخفي لصناعة الأبطال

ابوقوطة يكتب : غسيل الأموال في الرياضة  الوجه الخفي لصناعة الأبطال
د. شوقي ابوقوطة

غسيل الأموال في قطاع الرياضة يمثل تحديًا عالميًا معقدًا، إذ أصبح هذا القطاع، بفضل عولمته وانتشاره الواسع، بيئة جاذبة للممارسات المالية المشبوهة، تتجلى كظاهرة في العديد من الأنماط التي تستغل الطبيعة المعقدة للأنشطة الرياضية والمالية المرتبطة بها. ومن بين أبرز هذه الأنماط، الاستحواذ على الأندية الرياضية، ما يمكنه من أن يكون غطاءً لتبرير تدفقات مالية مشبوهة، حيث يستخدم المستثمرون أموالاً غير مشروعة لشراء أندية متعثرة، ويضخون فيها مبالغ كبيرة لتبرير مصدر الأموال، ما يجعل التحقق في طبيعة هذه العمليات أمرًا بالغ الصعوبة.

تظهر صورة أخرى لهذه الظاهرة من خلال التلاعب في عقود انتقال اللاعبين، حيث يتم تسجيل صفقات الانتقال بمبالغ خيالية قد تكون مزيفة، ما يسمح بتمرير الأموال بين أطراف متعددة دون لفت الانتباه، كما يُعد التلاعب في حقوق البث التلفزيوني والرعاية وسيلة شائعة، حيث يتم تضخيم العقود أو استخدام شركات واجهة لتبرير التدفقات المالية المشبوهة، ثم وإلى جانب ذلك، تلعب المراهنات الرياضية غير المشروعة دورًا كبيرًا، حيث تُضخ الأموال القذرة في شبكات المراهنات وتُستعاد كأموال نظيفة عند الفوز.

إحدى الطرق الأقل وضوحا هي الأنشطة الخيرية المرتبطة بالرياضة، حيث يتم استغلال الفعاليات والبرامج الخيرية لإخفاء الأموال المشبوهة، وهذا النوع من العمليات تحديداً يشكل خطرًا مضاعفًا لأنه يستغل الجانب الإنساني والسمعة الإيجابية للرياضة لتبرير النشاطات غير القانونية.

إن انتشار غسيل الأموال في الرياضة يعود إلى عدة عوامل، منها ضعف الرقابة المالية وقلة الشفافية في إدارة الأندية، إضافة إلى التعقيد المالي الذي يجعل تتبع التدفقات النقدية أمرًا بالغ الصعوبة، كما أن الشهرة والجاذبية الإعلامية التي يتمتع بها القطاع الرياضي تتيح فرصة لتمرير الأموال دون إثارة الكثير من التساؤلات.

تأثير هذه الممارسات على الرياضة كارثي، حيث يؤدي إلى تآكل نزاهة المنافسة الرياضية وتشويه سمعة الأندية واللاعبين، فضلًا عن تأثيره السلبي على الاقتصادات المحلية. الأموال المغسولة تُحول غالبًا إلى الخارج، ما يحرم الاقتصادات المحلية من الفوائد التي يمكن أن تحققها هذه الأموال لو استُخدمت بشكل مشروع.

مكافحة غسيل الأموال في الرياضة تتطلب استراتيجيات متكاملة، تشمل تعزيز الشفافية في الإدارة المالية للأندية، تطوير أنظمة الرقابة المالية، والتعاون الدُّولي لتتبع التدفقات المالية المشبوهة، كما أن رفع الوعي المجتمعي حول مخاطر هذه الظاهرة يمكن أن يسهم في تعزيز الرقابة والمطالبة بالمحاسبة.

الرياضة تمثل أداة للتواصل الثقافي والتنافس الشريف، لذا فإن حمايتها من الاستغلال في الجرائم المالية واجب عالمي. فالتصدي لغسيل الأموال في هذا القطاع ليس مجرد ضرورة اقتصادية، بل هو التزام أخلاقي لحماية النزاهة والقيم والمُثُل التي تمثلها الرياضة.