شريط الأخبار
لجان وكتل نيابية: الأردن عصي على أوهام نتنياهو وسيبقى سندًا لفلسطين الأردن ردًا على تصريحات نتنياهو : أوهام عبثية تهدد سيادة الدول الأرصاد: غيوم ركامية تثير الغبار في وسط وجنوب المملكة الطاقة: 87% نسبة استبدال العدادات الذكية على مستوى الأردن تنظيم الطاقة: لا انقطاعات واسعة للتيار الكهربائي وزير المياه يتفقد مرافق للتزويد المائي الامن ينفذ حملات أمنيّة ويلقي القبض على مروجين وتجّار للمخدرات رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يكرّم خريج كلية الطب قصي العناسوة الحنيطي يستقبل قائد الحرس الوطني لولاية كولورادو العيسوي يلتقي متقاعدين عسكريين ووفدًا قانونيًا الرواشدة يرعى انطلاق مشروع “تفعيل الفنون الأدائية ومسرح الشباب الهواة” في الطفيلة أنظمة جديدة لـ "الاعتماد وضمان الجودة" و"صندوق المعونة" و"البحث العلمي" الحكومة توافق على تمويل أوروبي بقيمة 500 مليون يورو وزير الصحة في زيارة مفاجئة لمستشفى الأمير فيصل الأردن يشارك في المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء بالقاهرة قرارات مجلس الوزراء | تفاصيل مديرية الأمن العام تفتح باب التجنيد لحساب كلية الدفاع المدني الجمارك الأردنية تضبط أكثر من نصف مليون حبة كبتاجون مخدر في مركز جمرك الكرامة الجيش يحبط محاولة تهريب بواسطة بالونات على الحدود الشرقية نوقشت في جامعة البلقاء التطبيقية مناقشة رسالة الماجستير للطالبة بنان عبد الله أبو حماد، بإشراف رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد فخري العجلوني

الرواشدة يكتب : من يُوثّق تاريخنا الأردني وأرشيفنا الوطني ؟

الرواشدة يكتب : من يُوثّق تاريخنا الأردني وأرشيفنا الوطني ؟
حسين الرواشدة
لماذا لم نُنجز بعد كتابة تاريخ الأردن بالشكل المطلوب؟ بصيغة أخرى ، هل لدينا رواية أردنية يمكن أن نقدمها لأبنائنا والآخرين عن بلدنا، إنجازاته ورموزه ، حركة الدولة والمجتمع ، مواقفنا ، أين أصبنا واين اخطأنا، شخصيتنا الأردنية وهويتنا الوطنية ؟ سألت صديقي المؤرخ ، قال بمرارة لا تفارقه: بعض ما كتب عن تاريخنا ليس صحيحا،لقد ظلمنا بلدنا ، هناك محاولات مقصودة لتحريف هذا التاريخ والعبث فيه، لكن لا بد ان نعيد كتابته من جديد.

سألته : ما هي الرواية التاريخية التي نقدمها لابنائنا عن الأردن ؟ قال الرجل : الاجابة- بالطبع- موجودة ويمكن لمن اراد ان يعرفها التوجه الى اي كتاب في التاريخ التي ندرسها لطلبتنا في المدارس والجامعات، او في الدراما ، او حتى في بعض مؤلفاتنا التاريخية المنشورة، وهي ناقصة للاسف، لكن ما يصدمنا اكثر هو اصرار البعض على اختزال تاريخنا او توظيفه في اتجاهات وازمان محددة، قلت له : اذاً نحن امام نسخة تشبه ما حصل في تجربتنا التاريخية بين الفقيه والسياسي حين اصبح الاول في خدمة الثاني، اجاب : المؤرخ احيانا مثل الفقيه يبحث عن مصالحه أيضا.

صحيح لدينا مؤرخون، نعتز بهم وبانجازاتهم، لكن – للاسف – ليس لدينا تاريخ مكتوب بالشكل الصحيح عن بلدنا، ولا مساهمات حقيقية في قراءة وتحليل تراثنا وحضارتنا وشخصيتنا الوطنية، أعرف أن ثمة محاولات كثيرة انطلقت، الدكتور محمد عدنان البخيت، وهو مؤرخ أردني معروف، بدأ مبكراً بهذا الجهد، وقدم بعض الانجازات، لكن التجربة – للاسف مرة أخرى – توقفت (لا تسأل لماذا؟)، الدكتور علي المحافظة والمرحوم سليمان الموسى وغيرهما ،أيضاً ، قدموا مساهمات في هذا المجال.

لدينا – ايضاً – جهات اخرى تحاول توثيق التاريخ الاردني، وتجميع التراث الاردني (المكتبة الوطنية لها دور في ذلك وما يقوم به الدكتور محمد العدوان يستحق الاحترام ) لكن – مع كل ذلك – ما زال تاريخنا الاردني يعاني من اهمال في التقديم والبحث والدرس والتحقيق .. وفي الاهتمام ايضاً.
استوقفني، ايضا ، كتاب اصدرته الزميلة الصحفية حياة الحويك عطية رحمها الله ( وهي لبنانية الجنسية) وعنوانه «اكتشاف الوطن :الاردن»، وهو اشبه ما يكون برحلة او دليل لمعرفة الحضارات الإنسانية التي عاشت على الأرض الأردنية، من «مسلة ميشع الملك المؤابي» والأنباط وآثار الديانة المسيحية والإسلامية في مأدبا، و جراسا «جرش» التي عاصرت بومبي عام (63)ق.م.، وصولا الى الحضارة العربية الإسلامية على مر العصور.

بمناسبة او بدون مناسبة، أشعر بالمرارة حين أسمع كلاماً مغشوشاً عن تاريخنا، ومزاعم لا أساس لها من الصحة عن دورنا ومواقفنا، واتساءل لماذا؟ فيأتي الجواب: انكم لم تحسنوا تقديم تاريخكم للآخرين، وتركتم الفراغ ليملأه من هب ودب، لقد حاول غيركم أن يكتب تاريخكم وكان الأولى بكم أن تنهضوا لذلك وأن لا تخشوا شيئاً.

بدل ان نظل في دائرة التلاوم ودب الصوت ( هل اقول العجز ايضا..؟) ادعو – بحرارة – مؤسساتنا وأساتذتنا ومؤرخينا الى اعادة كتابة وتوثيق تاريخنا بموضوعية وأمانة، وأدعو المؤسسات التي تهتم بالبحث العلمي أن تركز على هذا الميدان، لا على صعيد التاريخ السردي فقط، وانما التاريخ الحضاري والعلمي، التاريخ الاردني الشامل، انطلاقاً من كافة العلوم، كعلم النفس والاجتماع والعمران…الخ، كما ادعو الى جمع الأرشيف الوطني الذي ما زال موزعا بين مؤسساتنا واستعادة المفقود منه لكي نحافظ على ذاكرتنا الوطنية، فنحن الان أحوج ما نكون لذلك.