شريط الأخبار
طائرات الدرون تكتب في سماء الزرقاء قصيدة وطنية من ضوء وولاء ضبط فتاة اساءت لبلد شقيق وجمهوره بفيديو جرى تداوله وزير الأوقاف ينفي مكة المكرمة: كلام عار عن الصحة هدفه التشويه المنتخب الوطني ت23 يختتم معسكره التدريبي في تونس منتخب النشامى يواصل تحضيراته استعدادا لمواجهة العراق بتصفيات كأس العالم العين العرموطي: مبروك يانشامى فأنتم الفرح والمجد الأمير علي يهنئ بتأهل النشامى للمونديال: "العيد عيدين" الحملة الأردنية والهيئة الخيرية توزّعان كعك العيد جنوب خان يونس الداخلية السعودية تدعو الحجاج لالتزام المسارات أيام التشريق المواقع السياحية في الطفيلة تشهد حركة سياحية نشطة فعاليات احتفالية بالمناسبات الوطنية ومواقع مخصصة لبث مباراة الأردن والعراق الثلاثاء المقبل خبراء في عجلون يؤكدون أهمية الحد من التلوث البلاستيكي في عيد الجلوس.. فعاليات المفرق تحتفي بإنجازات الملك عبدالله الثاني في ذكرى الجلوس.. أبناء العقبة يستذكرون الإنجازات التي تحققت في عهد جلالة الملك الزرقاء في عهد الملك عبدالله الثاني.. مشاريع كبرى ونهضة شاملة عيد الجلوس الملكي.. نهج مستمر برعاية ذوي الإعاقة ودمجهم صحة غزة تحذر من انهيار المنظومة الصحية جنوب قطاع غزة حجاج بيت الله الحرام يستقبلون أول أيام التشريق سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر الدعم الملكي يقود الرياضة الأردنية إلى ميادين الإبداع ومنصات التتويج قاريا ودوليا

الرواشدة يكتب : من يُوثّق تاريخنا الأردني وأرشيفنا الوطني ؟

الرواشدة يكتب : من يُوثّق تاريخنا الأردني وأرشيفنا الوطني ؟
حسين الرواشدة
لماذا لم نُنجز بعد كتابة تاريخ الأردن بالشكل المطلوب؟ بصيغة أخرى ، هل لدينا رواية أردنية يمكن أن نقدمها لأبنائنا والآخرين عن بلدنا، إنجازاته ورموزه ، حركة الدولة والمجتمع ، مواقفنا ، أين أصبنا واين اخطأنا، شخصيتنا الأردنية وهويتنا الوطنية ؟ سألت صديقي المؤرخ ، قال بمرارة لا تفارقه: بعض ما كتب عن تاريخنا ليس صحيحا،لقد ظلمنا بلدنا ، هناك محاولات مقصودة لتحريف هذا التاريخ والعبث فيه، لكن لا بد ان نعيد كتابته من جديد.

سألته : ما هي الرواية التاريخية التي نقدمها لابنائنا عن الأردن ؟ قال الرجل : الاجابة- بالطبع- موجودة ويمكن لمن اراد ان يعرفها التوجه الى اي كتاب في التاريخ التي ندرسها لطلبتنا في المدارس والجامعات، او في الدراما ، او حتى في بعض مؤلفاتنا التاريخية المنشورة، وهي ناقصة للاسف، لكن ما يصدمنا اكثر هو اصرار البعض على اختزال تاريخنا او توظيفه في اتجاهات وازمان محددة، قلت له : اذاً نحن امام نسخة تشبه ما حصل في تجربتنا التاريخية بين الفقيه والسياسي حين اصبح الاول في خدمة الثاني، اجاب : المؤرخ احيانا مثل الفقيه يبحث عن مصالحه أيضا.

صحيح لدينا مؤرخون، نعتز بهم وبانجازاتهم، لكن – للاسف – ليس لدينا تاريخ مكتوب بالشكل الصحيح عن بلدنا، ولا مساهمات حقيقية في قراءة وتحليل تراثنا وحضارتنا وشخصيتنا الوطنية، أعرف أن ثمة محاولات كثيرة انطلقت، الدكتور محمد عدنان البخيت، وهو مؤرخ أردني معروف، بدأ مبكراً بهذا الجهد، وقدم بعض الانجازات، لكن التجربة – للاسف مرة أخرى – توقفت (لا تسأل لماذا؟)، الدكتور علي المحافظة والمرحوم سليمان الموسى وغيرهما ،أيضاً ، قدموا مساهمات في هذا المجال.

لدينا – ايضاً – جهات اخرى تحاول توثيق التاريخ الاردني، وتجميع التراث الاردني (المكتبة الوطنية لها دور في ذلك وما يقوم به الدكتور محمد العدوان يستحق الاحترام ) لكن – مع كل ذلك – ما زال تاريخنا الاردني يعاني من اهمال في التقديم والبحث والدرس والتحقيق .. وفي الاهتمام ايضاً.
استوقفني، ايضا ، كتاب اصدرته الزميلة الصحفية حياة الحويك عطية رحمها الله ( وهي لبنانية الجنسية) وعنوانه «اكتشاف الوطن :الاردن»، وهو اشبه ما يكون برحلة او دليل لمعرفة الحضارات الإنسانية التي عاشت على الأرض الأردنية، من «مسلة ميشع الملك المؤابي» والأنباط وآثار الديانة المسيحية والإسلامية في مأدبا، و جراسا «جرش» التي عاصرت بومبي عام (63)ق.م.، وصولا الى الحضارة العربية الإسلامية على مر العصور.

بمناسبة او بدون مناسبة، أشعر بالمرارة حين أسمع كلاماً مغشوشاً عن تاريخنا، ومزاعم لا أساس لها من الصحة عن دورنا ومواقفنا، واتساءل لماذا؟ فيأتي الجواب: انكم لم تحسنوا تقديم تاريخكم للآخرين، وتركتم الفراغ ليملأه من هب ودب، لقد حاول غيركم أن يكتب تاريخكم وكان الأولى بكم أن تنهضوا لذلك وأن لا تخشوا شيئاً.

بدل ان نظل في دائرة التلاوم ودب الصوت ( هل اقول العجز ايضا..؟) ادعو – بحرارة – مؤسساتنا وأساتذتنا ومؤرخينا الى اعادة كتابة وتوثيق تاريخنا بموضوعية وأمانة، وأدعو المؤسسات التي تهتم بالبحث العلمي أن تركز على هذا الميدان، لا على صعيد التاريخ السردي فقط، وانما التاريخ الحضاري والعلمي، التاريخ الاردني الشامل، انطلاقاً من كافة العلوم، كعلم النفس والاجتماع والعمران…الخ، كما ادعو الى جمع الأرشيف الوطني الذي ما زال موزعا بين مؤسساتنا واستعادة المفقود منه لكي نحافظ على ذاكرتنا الوطنية، فنحن الان أحوج ما نكون لذلك.