
التوظيف التنبؤي: كيف نختار قبل الحاجة لتجنب فجوات الكفاءات
القلعة نيوز
الدكتور
محمد تيسير الطحان
في عالم العمل السريع، والمحيط الاحمر
والبيئة شديدة التنافس، لم تعد المنظمات تكتفي بملىء الوظائف عند حدوث الشواغر فقط . هنا
يظهر مفهوم التوظيف التنبؤي، الذي يقوم على رؤية مسبقة للاحتياجات الوظيفية، لضمان
توفر الكفاءات المناسبة قبل أن تصبح الحاجة ملحة.
يمكن القول ان التوظيف التنبؤي ليس مجرد
أرقام أو أدوات تقنية، بل هو أسلوب عملي قائم على الملاحظة والتحليل وطرح بعض
الاسئلة مثلآ ما هي المهارات التي ستحتاجها فرقك في الأشهر القادمة؟ أي الوظائف قد
تتعرض لفقدان الموظفين؟ وكيف يمكن تجهيز البدائل قبل أن تؤثر الفجوات على الإنتاجية؟
لا بد من التأكيد على ان اعتماد هذا النهج
يمنح المنظمات القدرة على التخطيط الذكي للقوى
العاملة، ويقلل من التوتر الناتج عن الشواغر المفاجئة والطارئة ، ويزيد رضا الموظفين
الحاليين وانتماؤهم للمنظمة ذلك حين يشعر الموظف بأن مكانه مؤمن ومستقبله محل اهتمام،
يزداد التزامه وانتماؤه.
وبطبيعة الحال يجب ان نؤكد هنا على أن التوظيف
التنبؤي يجمع بين الجانب البشري والتحليل المنطقي فهو يهتم بفهم الأشخاص ومهاراتهم
وطموحاتهم، وليس مجرد مراقبة الأرقام . ولذلك ينبغي القول انه التوازن بين الفهم العميق للموظف والقرارات الحكيمة
للمنظمة .
في الختام التوظيف التنبؤي هو فن التخطيط قبل الحاجة، واستثمار
ذكي في رأس المال البشري، لضمان أن كل وظيفة مؤهلة بكفاءاتها، وأن كل فريق جاهز للتحديات
المقبلة بثقة ومرونة.