شريط الأخبار
الأردن يرحب بقرار العدل الدولية الرامي لاتخاذ تدابير جديدة بحق إسرائيل مندوبا عن الملك وولي العهد.... العيسوي لعشيرتي الحياري والنسور مندوبا عن الملك وولي العهد... العيسوي يشارك في تشييع جثمان مدير المخابرات الأسبق طارق علاء الدين مندوبا عن الملك وسمو ولي العهد : العيسوي يشارك بتشييع جثمان المرحوم طارق علاء الدين ، العين ومدير المخابرات العامة الاسبق الصفدي يتلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الايرلندي إصابة 8 جنود إسرائيليين في غزة المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 القوات المسلحة الاردنية تنفذ اليوم/ الخميس / 5 إنزالات جوية مشتركه مساعدات لاهلنا بغزة مع مصر والامارات والمانيا الحنيطي يستقبل مندوب المملكة المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية اللواء المعايطة يفتتح مركزي دفاع مدني شهداء البحر الميت والشونة الجنوبية ونقطة شرطة جسر الملك حسين وفد شعبي من "منارة اربد " يلتقي العيسوي لتاكيد دعمهم لمواقف الملك وسياساته الرشيده ( صور ) تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام كما ورد من النواب بديلا لصلاح ..التعمري على رادار ليفربول الانجليزي الزيوت المعاد تسخينها تتلف أنسجة الدماغ ينام في الصف.. مدرس يحمل طالبه على ظهره إلى منزله لمدة عامين هل يجب أن تحدد سعة شحن بطارية هاتفك الذكي عند 80%؟ ماسك يخسر دعوى قضائية ضد مركز لمراقبة خطاب الكراهية ‎والدة العميد رائد النسور في ذمة الله منصّة زين تنظّم سلسلة جلسات حوارية ريادية خلال شهر رمضان

ابو طير يكتب : خرائط الشرق الأوسط

ابو طير يكتب : خرائط الشرق الأوسط

ماهر ابو طير


القلعة نيوز- لا يمكن لخرائط الشرق الأوسط ان تبقى كما هي، فهذه استحالة، وان كان التغير يقع بشكل متدرج إلا أن الخرائط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسكانية تتعرض إلى ضغوطات.


أغلب دول الشرق الأوسط كانت جزءا من خرائط تم اعتمادها نهاية الحرب العالمية الثانية، بشكل نهائي، بوجود مظلة إقليمية ودولية رسخت ثبات هذه الخرائط، وان كنا نشهد أحيانا هدما هنا أو هناك، أو تغيرا جزئيا في بلد ما، إلا أن "الهيكل السياسي" للإقليم بقي ثابتا طوال عقود.

حالة التطاحن في الإقليم، التي تشتد حدتها أحيانا وتخفت سوف تؤدي إلى أحد أمرين، اما مواجهات مفتوحة تؤدي إلى إعادة رسم الخرائط تحت وطأة القوة العسكرية، واما إلى تسويات سياسية رضائية يعاد من خلالها رسم المنطقة بأكملها، خصوصا، أن من عوامل إعادة الفك والتركيب ما تتعرض له الولايات المتحدة الأميركية من تغيرات بطيئة ومتسارعة على الصعيد الاقتصادي، وانخفاض الرغبة السياسية بالتدخل في المنطقة، وبروز قوى صاعدة مثل روسيا والصين، ودخول دول المنطقة الاقليمية على خط المشهد، وتحديدا تركيا التي تمثل دولة اقليمية سنية، وإيران التي تمثل دولة اقليمية شيعية، ولكل دولة منهما، نفوذها وحساباتها الخاصة بهما.

لقد أثير مرارا الكلام عن " الفوضى الخلاقة " أو النظام العالمي الجديد، أو شرق أوسطي جديد، كما أثيرت سيناريوهات حول تفكك دول عربية، وانقسامها، أو دمج دول عربية ببعضها البعض، وفي أغلب هذه السيناريوهات كنا نقرأ أراء لمحللين سياسيين إستراتيجيين في مؤسسات مؤثرة في الغرب، أو من جانب جنرالات عسكريين أو أمنيين عاملين أو متقاعدين، وتصورهم لكل المنطقة، وهو تصور ليس بالضرورة أن يتم بالطريقة التي يطرحها هؤلاء، لكنه يؤكد أن المنطقة تخضع أساسا لإعادة تقييم، خصوصا، على صعيد المصالح والثروات والطاقة، وتداخل عناصر الدين، والمذهب والقوميات، والحساسيات الناشئة في أي بلد، وتلك المصطنعة التي سيتم توظيفها في توقيت معين، عند الحاجة إليها، في سياقات إعادة الفك والتركيب.

الذي يراد قوله هنا أن كل الشرق الأوسط، يخضع للتقليب والتغيير، دون أن ننسى العنصر الإسرائيلي، وما يريده من تمدد في كل المنطقة، وهو له اطماعه وينافس بقوة على محاور محددة، بشكل معلن، أو سري، وفقا لحسابات إسرائيلية مجردة، أو حسابات لعواصم كبرى، تريد تتويج إسرائيل قوة عظمى ومسيطرة في كل هذه المنطقة.

أخطر ما تواجهه المنطقة العربية اليوم، هو استمرار الحاقها بالصراعات الدولية، وتحول كل المنطقة إلى حديقة خلفية في هذه الصراعات، بحيث أننا قد نرى إعادة تقسيم لكل المنطقة، تقسيم من حيث نفوذ الدول الكبرى، وتلك الإقليمية، وبحيث يتكرر الوضع القائم الآن، مع تغير يتعلق بمشغل هذه الكينونة أو تلك، بما يعني أن الانفلات مما يعد للمنطقة يبدو أمرا مستحيلا، خصوصا، أن أغلب الدول العربية تعاني من الهشاشة السياسية والاقتصادية، وتفشي الأمراض في بنيتها الداخلية، وغياب العدالة، والقانون، والتنمية المستدامة، وفرص الحياة الكريمة، وهي بهذه التوصيفات غير قادرة على منع إعادة الترسيم ولا قادرة على التوقف عن دفع الفواتير.

تلك الدول الكبرى وعواصم الإقليم ترمق المنطقة بنظراتها، وتراقب كل التحولات، وأحيانا تخرج هذه التحولات عن سيطرتها، لكنها سرعان ما تعود للسيطرة عبر توليد أزمة طارئة لمواجهة أزمة قائمة، وهذا فن من فنون الإدارة السياسية لدى بعض الدول، أي أنك إذا لم تستطع التحكم بأزمة قائمة، فأصنع أزمة ثانية في وجهها، لتتطاحنا معا، وتخرج من كل الوضع بأقل الخسائر.

ولا يبدو أن أحدا يدرك ان فرض خرائط جديدة، أمر إجباري في هذه الحالة، فإن لم يكن بتأثير وتدخل دول إقليمية وكبرى، فسيكون من خلال النتيجة المباشر لكل هذا المشهد غير الطبيعي الذي سيأخذنا نهاية المطاف إلى ترسيمات جديدة، قد يكون مستحيلا الوقوف في وجهها.

لكن خرائط هذه المرة أخطر من خرائط القرن الماضي، لان التخطيط اليوم يستند إلى حساسيات "الدين والسكان والمظالم والثروات" وهي رباعية خطيرة تستفيد من تجربة مائة عام من الخرائط القائمة، ونقاط القوة والضعف فيها، على حد سواء خصوصا، بعد ان ثبت امكانية توظيفها من خلال وسائل مختلفة خلال العقد الماضي.

(الغد)