شريط الأخبار
الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا ولي العهد يبحث مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي توسيع التعاون الاقتصادي والتنموي العيسوي يرعى توقيع اتفاقيات لتنفيذ المرحلة الثانية لمبادرة عربات الطعام رئيس الوزراء يستقبل رئيس مؤسسة كونراد أديناور الألمانية وزارة الثقافة والهيئة العربية للمسرح توقعان مذكرة تعاون مشترك ولي العهد يلتقي رئيس الوزراء الياباني في طوكيو اجواء صيفية حتى الأحد الاتحاد الفلسطيني : مباراة فلسطين وعُمان ستقام في القويسمة الحكومة تعلن عن اطلاق 4 خطوط رابطة بين عمان والمحافظات وزير "اسرائيلي": سنفعل بايران ما فعلناه لغزة الاحتياطي الأجنبي يرتفع في الأردن لنحو 23 مليار دولار ساكاري وليس تفوزان في مستهل روما المفتوحة 100 شهيد في 24 ساعة بغزة مجمع الملك الحسين للأعمال يوقع اتفاقيتين لإنشاء فندق فئة رجال الأعمال وشقق فندقية مشادة هائلة بين لاعبي النصر والاتحاد بعد الكلاسيكو عطلة نهاية أسبوع حارة واجواء صيفية بأمتياز.. تفاصيل الطقس رغم قرع طبول الحرب.. الهند وباكستان تتجنبان "المواجهة الكبرى" الذهب يرتفع بعد تصريحات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة باريس يقصي أرسنال ويتأهل لنهائي دوري الأبطال الأمير الحسن يرعى افتتاح مؤتمر "المسيحيون في المشرق العربي وطموحات الوحدة والتنوير" / صور

الصقور يكتب : أهمية تجويد الإدارة المحلية : نحو تنمية شاملة ومستدامة

الصقور يكتب : أهمية تجويد الإدارة المحلية : نحو تنمية شاملة ومستدامة
الصقور يكتب : أهمية تجويد الإدارة المحلية : نحو تنمية شاملة ومستدامة

القلعة نيوز: المهندس عبد الرحمن حسن الصقور
في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم أصبحت الإدارة المحلية أحد المحاور الأساسية التي ترتكز عليها الدول لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة فنجاح أي دولة في تحسين مستوى معيشة مواطنيها وتعزيز مشاركتهم في اتخاذ القرار يعتمد إلى حد كبير على فاعلية مؤسساتها المحلية ومن هنا تبرز أهمية البلديات ومجالس المحافظات اللامركزية باعتبارها الأقرب إلى المواطن والأقدر على فهم احتياجاته وتقديم الحلول المناسبة .

حيث تعد الإدارة المحلية ممثلة بالبلديات ومجالس المحافظات اللامركزية أحد الأعمدة الأساسية في بناء الدولة القادرة على تحقيق التنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي فهذه المؤسسات تشكل حلقة الوصل بين المواطن والحكومة وتسهم بشكل مباشر في تقديم الخدمات العامة وتحسين جودة الحياة اليومية ومن هذا المنطلق تبرز أهمية تجويد وتحسين أداء البلديات ومجالس المحافظات اللامركزية باعتبارها أدوات فعالة لتحقيق إدارة محلية حقيقية قائمة على الكفاءة الشفافية والمشاركة المجتمعية .

وإن تعزيز كفاءة الإدارة المحلية لا يقتصر فقط على تحسين جودة الخدمات الأساسية كالبنية التحتية الصرف الصحي والنظافة بل يمتد أيضا ليشمل تطوير اليات صنع القرار وضمان مشاركة المواطنين في تحديد أولوياتهم واحتياجاتهم فالإدارة المحلية الناجحة هي تلك التي تضع المواطن في قلب عملية التنمية وتتيح له فرصة المساهمة الفعلية في بناء مجتمعه من خلال قنوات تواصل شفافة واليات مساءلة واضحة .

وفي هذا السياق يصبح من الضروري مراجعة الأطر التشريعية الناظمة لعمل البلديات ومجالس المحافظات اللامركزية والعمل على إصدار قانون عصري يتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية ويعكس رؤى وتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني - حفظه الله ورعاه - خاصة فيما يتعلق بالإصلاحات الثلاث : السياسية الاقتصادية والإدارية إذ إن وجود تشريعات مرنة ومحدثة من شأنه أن تعزز فعالية المؤسسات المحلية ويمنحها القدرة على التكيف مع التحديات المتغيرة مثل البطالة النمو السكاني والازدحامات المرورية .

ومن جهة أخرى فإن تجويد عمل البلديات ومجالس المحافظات اللامركزية يعني أيضا تحسين قدراتها على تنفيذ مشاريع استثمارية وتنموية ترفع من إيراداتها وتوفر فرص عمل للشباب ما يسهم بشكل مباشر في تحفيز الاقتصاد المحلي وتقليل الفجوات التنموية بين المناطق كما أن اعتماد أنظمة إلكترونية حديثة وتطبيقات رقمية يسهل على المواطن متابعة المشاريع والخدمات مما يعزز مبدأ الشفافية ويعمق الثقة بين المواطن والمسؤول .

ولا يمكن إغفال الدور المجتمعي في هذا الإطار فعقد شراكات حقيقية بين المجالس المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص من شأنه أن يخلق بيئة متكاملة للعمل التنموي تعزز من جودة القرارات المتخذة وتضمن استدامة المشاريع المنفذة كما أن هذه الشراكات تمثل أحد أعمدة الديمقراطية المحلية حيث يشعر المواطن بملكيته للعمل العام ويصبح شريكا في النجاح لا مجرد متلق للخدمات .

وإن التحديات التي تواجه المجتمعات المحلية اليوم تتطلب إدارة محلية مرنة وقادرة على التخطيط الاستراتيجي والاستجابة السريعة وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تأهيل الكوادر وتبني سياسات واضحة وتوفير الموارد الكافية فكلما تحسنت قدرة البلديات ومجالس المحافظات اللامركزية على إدارة شؤونها بكفاءة كلما انعكس ذلك إيجابا على مستوى معيشة المواطنين وازدادت فرص النجاح في تحقيق تنمية حقيقية تلبي احتياجات الحاضر وتستشرف المستقبل .

فإن تجويد الإدارة المحلية لم يعد خيارا بل ضرورة وطنية تفرضها المرحلة ويعد نجاح هذا المشروع ركيزة أساسية في مسار الإصلاح الوطني الشامل لذا يجب أن تتكاتف الجهود الرسمية والشعبية لإعادة بناء منظومة الإدارة المحلية على أسس حديثة تستجيب لتطلعات المواطنين وتسهم في بناء دولة قوية ومتقدمة تحقق العدالة وتوفر الحياة الكريمة لكل فرد في هذا الوطن العزيز .


فإن الرهان على تجويد الإدارة المحلية هو رهان على المستقبل فكل خطوة نخطوها نحو تحسين أداء البلديات ومجالس المحافظات اللامركزية هي خطوة نحو مجتمع أقوى واقتصاد أكثر ازدهارا ومواطن أكثر ثقة بمؤسساته ولن يتحقق هذا الطموح إلا من خلال العمل الجاد والمشترك لوضع تشريعات حديثة وتبني أدوات إدارية وتقنية متطورة وتعزيز ثقافة المشاركة المجتمعية بما يضمن تحقيق إدارة محلية حقيقية تلبي احتياجات الحاضر وتبني أسس الغد .