شريط الأخبار
السعودية.. مؤشر الإنتاج الصناعي يرتفع 7.9% في يونيو 5 دول أوروبية تدين قرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في غزة وتوجه رسالة لتل أبيب ليفربول يسجل هدفا "سريعا" في شباك كريستال بالاس في الدرع الخيرية مصدر حكومي إماراتي ينفي مزاعم إغلاق جماعي لحسابات شركات مرتبطة بروسيا "أكسيوس": قرارات وزارة الصحة الأمريكية تستفز العقول العلمية على هجر البلاد المغرب يتكبد الخسارة الأولى في كأس إفريقيا للمحليين الفراية: مركز حدود الرمثا غير مؤهل من الجانب السوري الرئيس الإيراني: الحوار والمباحثة لا يعنيان هزيمة أو استسلام الملك يعزي الرئيس اللبناني بضحايا تفكيك عدد من القذائف في صور نتنياهو: حماس تنشر صورًا مفبركة .. وهدفنا ليس احتلال غزة عمّان تستضيف اجتماعًا أردنيًا سوريًا امريكيًا لبحث إعادة بناء سوريا بدء الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة محافظ معان يدعو للالتزام بتعليمات السلامة في ظل ارتفاع الحرارة الطاقة: انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا الترخيص: بوابة بيع الأرقام المميزة مفتوحة للشركات داخل وخارج الأردن العدوان يؤكد من الكرك: تمكين الشباب أولوية وطنية وتطوير الخدمات مستمر رغم الصعاب .. "الجيش الأردني" يواصل تنفيذ الإنزالات الجوية على قطاع غزة بمشاركة دول شقيقة وصديقة توزيع الكهرباء: لن يتم قطع التيار عن أي مشترك بسبب تراكم الذمم المالية خلال الموجة الحارة مستوطنون يقتحمون شلال العوجا شمال أريحا الاحتلال يبدأ بشق شارع استيطاني جديد في حزما شمال شرق القدس

الرواشدة يكتب : ماذا حدث في سوريا ؟ فتّش في هذا السياق

الرواشدة يكتب : ماذا حدث في سوريا ؟ فتّش في هذا السياق
‏حسين الرواشدة
‏لكي نفهم ما جرى في سوريا ، وما سيحدث فيها ، وفي المنطقة مستقبلا ، لابد أن نُعيد إلى ذاكرتنا ما شهدناه في عالمنا العربي منذ 2011 على الاقل ، سنلاحظ أن العواصم التي مرت بمراحل الانتقال السياسي وُضعت جميعا في سياق واحد ، وهو التخلص من الأنظمة المستبدة، وتم لاحقا استخدام الإسلام السياسي أو المسلح لإدارة هذه المرحلة، ثم انتهت بإفشال هؤلاء الفاعلين، أو استبدالهم بأخرين، أو ‏بقائهم في دائرة الصراع الداخلي ، سنلاحظ ، أيضا ، أن هذه التنظيمات الدينية جرى تأهيلها سياسيا ، قبل ذلك ، و افرزت خطابا متصالحا مع ‏شعوبها ، لتقديم اوراق اعتمادها للعالم.

‏انتهت الجولة الأولى من الربيع ( الخريف : ادق) العربي ، فيما ظلت بعض التنظيمات المسلحة ، لاسيما في إطار المقاومة، تمارس عملها في اكثر من مكان في عالمنا العربي ، وقد وجدت لها في بعض عواصم الإقليم الكبرى (دعك من القوى الدولية)، مظلات آمنة أو دعامات استراتيجية ، في هذه المرحلة كان "السياق " الذي تم اعداده لها( مواجهة الاحتلال) مختلفا من جهة التوظيف واستخدام أدوات المواجهة ، فيما النتائج المرسومه محددة ‏بدقة.

‏ما حدث في غزة 7 أكتوبر العام الماضي كان البداية ، ‏تنظيمات الإسلام السياسي والمسلح( ما سمي لاحقا بوحدة الساحات) دخلت في "السياق " الجاهز سلفا، تم أولا ‏الانتهاء مرحليا من ملفات غزة وجنوب لبنان ، وفي الأثناء جرت عملية" قصقصة" لأذرع إيران الممتدة ، وتهشيم صورتها ونفوذها، اما ما حدث في سوريا فقد كان حلقة أخرى في ذات السياق ، بدأت بتأهيل أبو محمد الجولان ( استعاد لاحقا اسمه أحمد الشرع) ، أقصد تأهيل التنظيمات المسلحة للقيام بدور الهدم، هدم النظام على الاقل الآن، تم إعادة بنائه بشكل آخر، ‏يتطابق مع مصالح من اعدوا ‏مسرح العمليات ( اقصد السياق ‏) ، لاحقا ربما سيجري تأهيل حماس للجلوس على طاولة التفاوض ، ولاحقا، أيضا، سيتم تأهيل تنظيمات من "العلبة" ذاتها لتمارس الأدوار المطلوبة لعمليات إعادة رسم خرائط المنطقة من جديد.

‏افهم وأقدّر كل المشاعر النبيلة التي عبر عنها اغلبية اشقائنا السوريين ، والعرب أيضا ، بالتخلص من عائلة الأسد ونظامه المستبد المتوحش ( بالمناسبة يحفل أرشيفي الصحفي بعشرات المقالات ضد النظام السوري واتباعه وأيتامه في بلدنا والخارج) ، أستطيع أن أُفرّق ،أيضا ، بين بهجة السوريين بالانتصار واستعادة الكرامة الشخصية وبين القلق المشروع على وحدة سورية في المرحلة القادمة، لاسيما وأن اللاعبين فيها و المتصارعين عليها، من خارجها على الاقل ، لا يضمرون لها أي خير، او استقرار .

لا اشكك ، أبدا ، بنوايا أي تنظيم إسلامي ، ولا بتضحيات الذين أسّسوه ، أو مارسوا ‏أدوارهم فيه ، فهم اجلّ و أنقى وأطيب البشر ، لكن المشكلة أنهم دخلوا إلى المصيدة ، اقصد السياق المحدد ، كما أنني أخشى انهم لن يتعلموا الدرس ممن سبقهم، أريد ،،فقط ، أن أشير، هنا ، إلى أن السياق الذي دخلت إليه الدولة السورية لا يختلف أبدا عن السياقات التي دخلت إليها كثير من عواصمنا العربية التي تراجع فيها مفهوم الدولة لحساب بروز التنظيمات .

‏لكي نستطيع أن نخرج من نشوة الانتصار والتحرر واستعادة الكرامة، وهي لحظة مشروعة ومفهومه في إطار الإفراج عن الأشقاء السوريين من أكبر سجن تعرض له شعب في العالم ، نحتاج إلى لحظة " تعقل" ندقق من خلالها بما حدث من تحولات على صعيد رحلة القائد الجولاني، وتجارب ‏ التنظيمات التي شاركت ‏في معركة التحرير ، صحيح لا يوجد في سجل هذه التنظيمات أي خطاب سياسي خارج الطرح الديني المتطرف، لكن ما جرى عليها من تحولات، لاحقا، يبدو انه يحمل بصمة الإسلام السياسي فيما بعد المراجعات التي جرت خلال السنوات المنصرفة.

وفق معلومات من مصادر مطلعه فإن اجتماعات بدأت منذ اقل من عام ، وزاد زخمها خلال الشهور الماضية ، جرت في عاصمتين عربية واقليمية، وشارك فيها أعضاء كبار من ‏تيار الإسلام السياسي ، تم من خلالها وضع الإطار السياسي المرجعي لبرنامج الجولاني، ومعالم خطابه العام الذي عبر عنه ،لاحقا ، في مقابلتيه مع أهم وسيلتي إعلام أمريكيتين، ‏كما حدد ملامح المرحلة الانتقالية في سوريا والمشاركين فيها، وفق المعلومات ، أيضا ، فإنه ثلاثة من مساعدي الجولاني يحملون الجنسية الأردنية..