شريط الأخبار
الرواشدة يرعى حفل استذكاري للفنان الراحل فارس عوض المومني : اللغة العربية ليست أداة تواصل فحسب، بل ركيزة من ركائز هويتنا الوطنية الأردنية الرواشدة يرعى الحفل الختامي لـ"أيام معان الثقافية" في موسمها الأول كلية الأميرة عالية الجامعية تطلق مبادرة "معًا نجعل كليتنا أجمل" صدام "قوي" بين الأهلي والجيش وشبيبة القبائل على الساحة الإفريقية مصر وقطر تستعدان لصفقة كبرى خلال أيام العثور على أكثر من 200 جثة لمسلحين أوكرانيين في سودجا الفيفا يرشح مصرية لجائزة عالمية.. ما قصتها؟ انطلاق فعاليات "أديبك 2025" في أبوظبي بمشاركة قيادات قطاع الطاقة العالمي زلزال داخل إسرائيل.. اعتقال رئيس "الهستدروت" وزوجته في أكبر قضية فساد صلاح يعلق على "محنة" ليفربول وما يحتاجه لتصحيح المسار بمشاركة محلية وعربية.. "الثقافة" تطلق مهرجان الأردن المسرحي بدورته الثلاثين.. الخميس المقبل الملك يزور المجلس القضائي ويوعز بتشكيل لجنة لتطوير القضاء بمشاركة الأردن .. انطلاق الاجتماع السباعي بشأن غزة في إسطنبول سفير الأردن في سوريا يلتقي وفد معهد الشرق الأوسط الأمريكي مشاريع استثمارية وسياحية جديدة في الطفيلة وعجلون ضمن اجتماعات وزارة الاستثمار بحضور النائب سليمان السعود وعدد من الوزراء رئيس مجلس الأعيان يدعو وسائل الإعلام لحماية اللغة العربية وتعزيز مكانتها وزير العدل يحاضر في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية بني مصطفى تشارك بالقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة وزير المياه يبحث وسفيرة الجمهورية التشيكية أوجه التعاون المشترك

الرواشدة يكتب : الهُويّة الوطنيّة في زمن الانكفاءات للهُويّات الفرعيّة.!

الرواشدة  يكتب : الهُويّة الوطنيّة في زمن الانكفاءات للهُويّات الفرعيّة.!
القلعة نيوز:
رمضان الرواشدة
زرتُ العراق، في تسعينيّات القرن الماضي، مرّات عديدة، وتعرّفت على عدد من المثقّفين والصحفيّين والكتّاب العراقيّين، ولم يخطرْ ببالي، يوماً من الأيّام، أن أسألَ أحدهم عن مذهبه وطائفته ودينه، فقد قرأت لكتّاب وشعراء عراقيّين مثل علي جعفر العلّاق وحميد سعيد ويوسف الصايغ، صاحب قصيدة "أنا لا أنظر من ثقب إلى وطني"، وعبدالرزّاق عبد الواحد، صاحب قصيدة" يا صبر أيّوب"، وماجد السامرائي وفاضل الربيعي وغيرهم دون أن أعرف من منهم من الشيعة أو السنّة أو الصابئة أو غيرها. ولكن بعد الاحتلالين الأمريكيّ والإيرانيّ للعراق العام 2003 انفتح الباب على مصراعيه للهُويّات الفرعيّة القاتلة، وأصبحت الطائفة والمذهب الدينيّ والعِرْق هي أساس التصنيف في مرحلة "عِراق الديمقراطيّة الأمريكيّة".
عرفتُ وقرأت لمثقّفين وفنّانين سوريّين مثل ممدوح عدوان وسعد اللّه ونوس وحنّة مينا ومحمّد الخطيب وأدونيس وجورج طرابيشي وأيمن زيدان وغيرهم دون سؤال للهُويّة الفرعيّة العلويّة والدرزيّة والسنّيّة والكرديّة وغيرها.
ولعلّ الجيل الّذي تأثّر بالقوميّة العربيّة والأمميّة الإنسانيّة، وكاتبُ المقال منهم، لم يكن يهمّه ديانة أو مذهب أو طائفة المثقّفين اللبنانيّين مثل حسين مروة ومهدي عامل وطلال حيدر وشوقي بزيع ومحمد مهدي شمس الدين وسعيد عقل وغيرهم. أحببنا، وما زلنا، فيروز وزياد الرحباني دون النظر في طائفتهم.
كلّ ما كان يهمّنا، هو طبيعة الثقافة والشعر والأدب والفنّ والغناء الراقي الّذي يقدّمه كلّ أولئك وهؤلاء دون أن نتحيّز معهم أو ضدّهم تبعاً لهُويّتهم "الفرعيّة القاتلة"، حسب تعبير أمين معلوف، الّتي نبتتْ، فجأة بعد أحداث لبنان وسوريا والعراق.
ومثل ذلك يُقاس على بقيّة البلدان العربيّة ذات الطوائف والإثنيّات والمذاهب المتعدّدة؛ فبسبب التدخّلات الأجنبيّة والخارجيّة وتمدّد المشروع الاستعماريّ في هذه البلدان العربيّة، فقد جرى تجييش المشاعر المذهبيّة والطائفيّة والعرقيّة وتغذيتها وتكبيرها من خلال الضخّ الإعلاميّ المكثّف من فضائيات "الأزمات" لتصبح بديلاً عن الهُويّة الوطنيّة في الدولة العربيّة " القُطريّة"، ولعلّ هذا المشروع هو ما يراد لباقي الدول العربيّة الأخرى.
تنبعُ خصوصيّة الهُويّة الوطنيّة الأردنيّة من طبيعة العلائق الاجتماعيّة المتّحدة لكافّة مكوّنات الشعب الأردنيّ وتراثه الثقافيّ والشعبيّ وتطوّره الاجتماعيّ وطبيعة الشخصيّة الأردنيّة، عبر تطوّرها الزمانيّ- المكانيّ.
في الأردنّ، فإنّنا نتحدّث عن "هُويّة وطنيّة أردنيّة" واحدة، وعن ضرورة عكس صورة الأردنّ " الوطن والهُويّة "وضرورة ترسيخها في الحياة اليوميّة خاصّة، ونحن نرى الانكفاءات إلى " الهُويّات الفرعيّة" في عديد البلدان العربيّة المحيطة بنا.