شريط الأخبار
أردني يحطم رقماً قياسياً في موسوعة غينيس.. إليكم ما فعله وفيات الثلاثاء 25-3-2025 وفاة طفلة و28 اصابة بحوادث على طرق خارجية خلال الـ 24 ساعة الماضية استدرجه إلى إحدى مناطق شرق عمان واعتدى عليه بالضرب برفقة شخصان المنتخب الوطني يختتم تدريباته لمواجهة كوريا الجنوبية فلكياً الاثنين أول أيام عيد الفطر 10 إصابات بضيق تنفس إثر حريق منزل بالمفرق المعهد المروري: استخدام الخرائط أثناء القيادة يزيد خطر الحوادث 7 أضعاف رسالة الى جلالة الملك من الجمعية الأردنية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي برعاية وزير الثقافة .... اختتام برنامج الشعر في أمسية حملت عبق الإبداع وأصداء الأرواح الشغوفة بالكلمة الأردني محمد العواملة رئيسا للاتحاد الآسيوي للمصارعة تحذيرات من احتمال تعثر الولايات المتحدة في سداد ديونها ليبيا وبنغلاديش تبحثان تنظيم استقدام العمالة والتصدي للهجرة غير القانونية الخاتم متى؟.. رونالدو يكشف شرطه للزواج من جورجينا تحالف دولي ينفذ مشروع طاقة ضخما في السعودية بتكلفة تزيد عن 2.6 مليار دولار "واشنطن بوست": خفض المساعدات الأمريكية في إفريقيا يتيح الفرص لروسيا والصين صعوبة اللعب في شهر رمضان وتحديات أخرى.. تصريحات مدرب السعودية قبل مواجهة اليابان بالصور...الملك يزور مركز البنيّات للتربية الخاصة جلالة الملك عبدالله الثاني يزور الامارات العربية غداً الثلاثاء المواجهة الحتمية....

الرواشدة يكتب : الهُويّة الوطنيّة في زمن الانكفاءات للهُويّات الفرعيّة.!

الرواشدة  يكتب : الهُويّة الوطنيّة في زمن الانكفاءات للهُويّات الفرعيّة.!
القلعة نيوز:
رمضان الرواشدة
زرتُ العراق، في تسعينيّات القرن الماضي، مرّات عديدة، وتعرّفت على عدد من المثقّفين والصحفيّين والكتّاب العراقيّين، ولم يخطرْ ببالي، يوماً من الأيّام، أن أسألَ أحدهم عن مذهبه وطائفته ودينه، فقد قرأت لكتّاب وشعراء عراقيّين مثل علي جعفر العلّاق وحميد سعيد ويوسف الصايغ، صاحب قصيدة "أنا لا أنظر من ثقب إلى وطني"، وعبدالرزّاق عبد الواحد، صاحب قصيدة" يا صبر أيّوب"، وماجد السامرائي وفاضل الربيعي وغيرهم دون أن أعرف من منهم من الشيعة أو السنّة أو الصابئة أو غيرها. ولكن بعد الاحتلالين الأمريكيّ والإيرانيّ للعراق العام 2003 انفتح الباب على مصراعيه للهُويّات الفرعيّة القاتلة، وأصبحت الطائفة والمذهب الدينيّ والعِرْق هي أساس التصنيف في مرحلة "عِراق الديمقراطيّة الأمريكيّة".
عرفتُ وقرأت لمثقّفين وفنّانين سوريّين مثل ممدوح عدوان وسعد اللّه ونوس وحنّة مينا ومحمّد الخطيب وأدونيس وجورج طرابيشي وأيمن زيدان وغيرهم دون سؤال للهُويّة الفرعيّة العلويّة والدرزيّة والسنّيّة والكرديّة وغيرها.
ولعلّ الجيل الّذي تأثّر بالقوميّة العربيّة والأمميّة الإنسانيّة، وكاتبُ المقال منهم، لم يكن يهمّه ديانة أو مذهب أو طائفة المثقّفين اللبنانيّين مثل حسين مروة ومهدي عامل وطلال حيدر وشوقي بزيع ومحمد مهدي شمس الدين وسعيد عقل وغيرهم. أحببنا، وما زلنا، فيروز وزياد الرحباني دون النظر في طائفتهم.
كلّ ما كان يهمّنا، هو طبيعة الثقافة والشعر والأدب والفنّ والغناء الراقي الّذي يقدّمه كلّ أولئك وهؤلاء دون أن نتحيّز معهم أو ضدّهم تبعاً لهُويّتهم "الفرعيّة القاتلة"، حسب تعبير أمين معلوف، الّتي نبتتْ، فجأة بعد أحداث لبنان وسوريا والعراق.
ومثل ذلك يُقاس على بقيّة البلدان العربيّة ذات الطوائف والإثنيّات والمذاهب المتعدّدة؛ فبسبب التدخّلات الأجنبيّة والخارجيّة وتمدّد المشروع الاستعماريّ في هذه البلدان العربيّة، فقد جرى تجييش المشاعر المذهبيّة والطائفيّة والعرقيّة وتغذيتها وتكبيرها من خلال الضخّ الإعلاميّ المكثّف من فضائيات "الأزمات" لتصبح بديلاً عن الهُويّة الوطنيّة في الدولة العربيّة " القُطريّة"، ولعلّ هذا المشروع هو ما يراد لباقي الدول العربيّة الأخرى.
تنبعُ خصوصيّة الهُويّة الوطنيّة الأردنيّة من طبيعة العلائق الاجتماعيّة المتّحدة لكافّة مكوّنات الشعب الأردنيّ وتراثه الثقافيّ والشعبيّ وتطوّره الاجتماعيّ وطبيعة الشخصيّة الأردنيّة، عبر تطوّرها الزمانيّ- المكانيّ.
في الأردنّ، فإنّنا نتحدّث عن "هُويّة وطنيّة أردنيّة" واحدة، وعن ضرورة عكس صورة الأردنّ " الوطن والهُويّة "وضرورة ترسيخها في الحياة اليوميّة خاصّة، ونحن نرى الانكفاءات إلى " الهُويّات الفرعيّة" في عديد البلدان العربيّة المحيطة بنا.