شريط الأخبار
الرئيس السوري: نعمل على بناء جيش وطني وتقوية العملة السورية مصر تعلن الاثنين المقبل أول أيام عيد الفطر الاحتلال يبدأ توسيع "منطقة التأمين الدفاعية" جنوب غزة الحية: وصلنا مراحل متقدمة بنقاشات قيادة لجنة الإسناد في غزة مساعدة يكتب: بين العقل المساير والمغاير... قُل كلمتك وامشِ العليا للكنائس: فلسطين تستقبل عيد الفطر بالحزن الفايز يُهنئ الملك وولي العهد بمناسبة عيد الفطر دول عربية تعلن غدا الأحد أول أيام عيد الفطر المبارك الملك يهنئ الشعب الأردني والأمتين العربية والإسلامية بحلول عيد الفطر المبارك وزارة الثقافة تُهنئ بحلول عيد الفطر السعيد القبض على قاتل زوجته في لواء الشونة الجنوبية قبل أيام الملك والرئيس التركي يتبادلان التهاني هاتفيا بقرب حلول عيد الفطر الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بحلول عيد الفطر شركة البوتاس العربية تهنىء بعيد الفطر السعيد هل تغيرنا الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع قادة دول شقيقة بقرب حلول عيد الفطر الحسابات الفلكية: هلال شوال ولد حسابيا الواحدة ظهرا وفلكيا غدا عيد الفطر وزارة الثقافة تعلن عن برنامج فعاليات "رمضانيات ٢٠٢٥" ثاني وثالث أيام عيد الفطر السعيد / تفاصل دول تعلن الأحد أول أيام العيد واخرى الاثنين حركة مرورية نشطة عشية عطلة العيد

الرواشدة يكتب : إطلاق سراحهم يسعدهم ويسعدنا أيضا.

الرواشدة يكتب : إطلاق سراحهم يسعدهم ويسعدنا أيضا.
حسين الرواشدة
لا يوجد أحد محصن من الخطأ، لكن ثمة فرق كبير بين من يخطئ وقلبه على بلده، وهمه إصلاح الواقع الذي يعيش فيه، وبين من يتعمد إلحاق الأذى بالبلد والناس، وثمة فرق أكبر بين من يزل لسانه بالخطأ وبين من يمد لسانه ويده وينهش بلده، دون أن يرف له جفن، أو ينخزه ضمير، معظم الناشطين الذين يتحركون ويصرخون، قد يدفعهم حماسهم أحيانا للخطأ، أو تأخذهم غيرتهم على البلد لتجاوز المألوفات الوطنية، هؤلاء من السهل أن نكتشف، في أبسط حوار معهم، أنهم حريصين ، ايضاً، على أمن البلد ومصالحه.

ميزة الدولة الأردنية، أنها أدركت منذ تأسيسها قيمة معادلة "الاحتواء” بالمعنى الإيجابي، فلم تمارس العنف مع الأردنيين، وحتى حين تقسو فسرعان ما تتراجع وتذهب لتطييب الخواطر، وفق ذلك نشأت علاقة فريدة من نوعها بين النظام السياسي والشعب، تبادل فيها الطرفان السماحة والثقة والاحترام المتبادل، وأنتجت بلدا آمنا مستقرا، تجاوز أزماته وكل المحن التي واجهته، بفعل قناعات وإحساس مشترك، بأن الجميع” أسرة واحدة”، قد تختلف فيما بينها، لكنها لا تقطع حبال المحبة بين أفرادها.

استدعاء مثل هذه المعادلة الذهبية، والتذكير بها، لا يتعلق، فقط، بالدعوة للإفراج عن الموقوفين في قضايا حرية التعبير، ولا بترطيب المناخات العامة التي أصبحت تضغط على أعصاب المجتمع، ولا بإعادة موازين العدالة لتنتصب أمام الجميع دون استثناءات، وإنما تتعلق، أيضا، بضرورة تدشين مرحلة جديدة، عنوانها ” المصالحات” الوطنية، بما تقتضيه من ترسيخ للقيم التي تأسست عليها الدولة ومؤسساتها، السماحة والعفو و” الأبوة”، وإعادة الأردني إلى دولته ، على أساس الثقة والانتماء والتضحية والاعتزاز.

بموازاة ذلك، لا بد من التذكير بمسألتين، الأولي أن مزاج الدولة، خاصة عند احتدام الأزمات، يفترض أن يكون مضبوطا على ساعة "الحكمة” والعقلانية ، وإذا كان المزاج العام للناس يتعرض، كما هو الآن، لضغوطات واضطرابات، تدفع البعض للتجاوز هنا وهناك، فإن من واجب الدولة أن يتسع صدرها بما يسمح لتصحيح أي خطأ، بأقل ما يمكن من خسائر.

أما المسألة الثانية، فهي أن رأسمالنا الوطني ما تحظى به بلدنا من سمعة طيبة في مجالات حقوق الإنسان من جهة، وبما يحتاجه ويصر عليه الأردنيون من كرامات شخصية تعكس كرامتهم الوطنية، صحيح أننا شهدنا، للأسف، تراجعات بمؤشرات الحريات، لكن الصحيح، دائما، هو أن الأردنيين حريصون على سمعة بلدهم، مثلما هم حريصون على حقوقهم، وبالتالي فإن الخروج من هذه الالتباسات غير المفهومة، مصلحة عامة لا يجوز لأحد أن يدفع بعكس اتجاهها، أو أن يضغط على أعصاب الناس للتشكيك فيها، والتنكر لها أيضا.

أجزم، دائما، أن بلدنا بخير، ‏وأن مساحات الخير العام لدينا أوسع من مساحات اليأس والمناكفة، يمكن للسياسة أن تفرقنا، لكن لا يجوز أن تجردنا من إنسانيتنا، أو أن تجرح وئامنا الاجتماعي، أو ان تحولنا إلى وحوش، لأننا حين نفعل ذلك- يا خسارة – نفتقد أعز القيم التي بنى عليها أجدادنا وآباؤنا هذه الدولة، وأراهن على أننا لن نفتقدها، ولذا أنتظر ممن يهمه الأمر، أن يطمئن الأسر التي غاب عنها آباء أو أبناء عزيزون عليهم، بإصدار قرار إطلاق سراحهم، وهو قرار يسعدهم ويسعدنا أيضا.