شريط الأخبار
الشرع: واشنطن لا تضغط على دمشق للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل ولي العهد يعقد لقاءات مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي في واشنطن ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إسرائيل السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك سفيرة الأردن في المغرب تستقبل نائبة رئيس مجلس جهة فاس / مكناس خديجة حجوبي الأردن يشارك في الاجتماع التنسيقي العربي للقمة العربية الروسية الأردن يدين فتح سفارة لجمهورية فيجي في القدس 3 شهداء في غارة لمسيّرة إسرائيلية على البقاع اللبناني البابا: أعرب عن قربي من الشعب الفلسطيني في غزة الأردن وقطر: شراكة متجددة بإرادة سياسية ورؤية اقتصادية مشتركة وزير الزراعة: "المهندسين الزراعيين" شريك استراتيجي في تحديث القطاع جامعة البلقاء التطبيقية تحصد المركز الأول في هاكاثون "نبتكر لسلامة الأغذية" بالرياض عبر مبادرة Basket of Life ريال مدريد يخسر خدمات أرنولد لفترة طويلة الأسواق العالمية في حالة ترقب.. استقرار الأسهم وتراجع الذهب قبل قرار الفيدرالي الأمريكي بوتين يمدد العقوبات المضادة المفروضة على الدول غير الصديقة حتى نهاية عام 2027 الأهلي المصري يصدر بيانا حاسما بعد انتشار إشاعات "طلب زيزو" المثير للجدل وزير روسي: اقتصادنا سينمو رغم أسعار الفائدة المرتفعة "لن نسمح بتمزيق أمريكا": لماذا يسعى ترامب لمحاكمة سوروس؟ مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا

الحكومة الاردنية رقم 1. المحامي معن عبد اللطيف العواملة

الحكومة الاردنية رقم 1.  المحامي معن عبد اللطيف العواملة
القلعة نيوز:

نعيش هذه الايام ذكرى تأسيس الحكومة الاردنية الاولى، و التي تشكلت تحت مسمى مجلس المشاورين في 11 نيسان من عام 1921. فقد كان سمو الامير عبد الله بن الحسين قد وصل الى معان في 2 اذار من عام 1921 ممثلا لوالده الشريف حسين الى بلاد الشام لتوحيد اجزاء المملكة الفيصيلية بعد معركة ميسلون و الاحتلال الفرنسي لسوريا. ارسل سموه الوفود الى القوى الوطنية في عموم الاردن، و لقي ذلك ترحابا واسعا و تمت دعوته الى عمان فوصل اليها في صباح 2 اذار من نفس العام.
كان رحمه الله و من رافقه من اشراف و اعيان الحجاز، و اعلام الاردن و رعيله الاول، يؤمنون بحتمية الوحدة العربية التي نادت بها الثورة العربية الكبرى، و ان الاردن هو نواة هذا المشروع. فكان ان اصدر سمو الامير في 11 نيسان من عام 1921 مرسوما بتاليف الحكومة الاردنية الاولى للانتقال من عهد الحكومات المحلية الى عصر الدولة الحديثة. و اتساقا مع الفكر الوحدوي، فقد كانت العروبية هي سمة الحكومة. فرئيس الحكومة رشيد طليع درزي من لبنان و هو رفيق الملك فيصل و وزير داخلية حكومته في سوريا سابقا. كونت الحكومة، ما عدا الرئيس، من سبعة اعضاء اصولهم من الحجاز و سوريا و موريتانيا و الاردن. فالاردن كان منذ نشأته، وما زال، وطن كل من يؤمن بمبادئه، ويدافع عنه، ويسهم في نهضته.
جعلت هذه الخصوصية من الاردن وطنا متقدما منذ بداياته، يجمع و لا يفرق، منسجم مع نفسه، و منفتح على العالم اجمع. يكبر برسالته و رؤيته الجامعة، يقويه الانفتاح لا الانغلاق او الانكفاء. فكان ان توافد على الاردن اصحاب الخبرات و المواهب من الاقليم و العالم و ساهموا في نهضته و ما زالوا، و التاريخ و الحاضر شاهدين على ذلك. فمسيرة الاردن هي فسيفساء انسانية حاضرة في كل مشاهد التنمية. خلفيات متعددة انصهرت في بوتقة ثقافية واحدة عنوانها المواطنة و القيم النبيلة و الانتماء لثوابت المملكة و للبيت الهاشمي.
شكل 11 نيسان مرحلة مهمة في المشروع العربي و حلمه الكبير و كان بذرة وحدة الضفتين التي اكتملت فى عام 1950 مع تأسيس المملكة الاردنية الهاشمية و المناداة بسمو الامير عبد الله ملكا عليها. فكان هو الملك المؤسس بكل المعاني. فالاردن، في اساس فلسفته يمثل مشروعا اكبر من الجغرافيا والتاريخ. الاردن هو بلد عربي فريد تتنوع فيه الخلفيات والثقافات و تتناغم تحت راية الانفتاح والوسطية. انتماء الاردن انساني في عالميته و عروبي في مرجعيته و معتدل في تدينه. و في ذلك تميز بلدنا بالانسجام مع الذات في التعددية و التنوع، و في الحكم الرشيد، و في التسامح و الانفتاح على الاخر، مع احترام حرية الافراد تحت سيادة القانون.
شكلت فلسفة الاردن الانسانية و المنفتحة نموذجا لافتا في عالمه شخصت اليه الابصار العربية و العالمية و حظي باهتمام السياسيين و الكتاب و الشعراء يشيدون بنموذجه و شجاعة رؤيته الجامعة. و كان منهم الشاعر اللبناني سعيد عقل الذي غنى له بصوت فيروز:
"اردن ارض العزم اغنية الظبانبت السوف و حد سيفك ما نبى
في حجم بعض الورد الا انهلك شوكة ردت الى الشرق الصبا"