شريط الأخبار
"وزير الثقافة" يكشف عن الهوية البصرية لقرى الكرك " ذات راس " - فيديو إضاءة شجرة عيد الميلاد في إربد أبو غزالة: ثروتي لا تتجاوز 100 ألف والإجازات رشوة الحكومات للشعوب وزير الثقافة : ‏إسدال الستار على ألوية الثقافة لا يعني نهاية النشاط بل يشكّل بداية عمل ثقافي مستمر مندوبا عن وزير الثقافة .... العياصرة يرعى اختتام فعاليات لواء الثقافة الأردنية في المعراض ماكرون يعلن عقد اجتماع للدول الداعمة لأوكرانيا الثلاثاء ترامب: اقتراحي الحالي بشأن أوكرانيا ليس عرضا نهائيا هزة أرضية بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق مكتب نتنياهو: قتلنا 5 مسؤولين من حماس في غزة اتهام 4 جنود إسرائيليين بتهريب أسلحة من سوريا الرواشدة يرعى افتتاح معرض "ذاكرة وطن" للفنان أنور الحوراني خرق جديد للاتفاق.. شهداء في غارات شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الأردن: إسقاط طائرة مسيّرة محملة بالمخدرات في المنطقة العسكرية الجنوبية "السفير القضاة " يبحث مع وزير الدفاع السوري سبل تعزيز التعاون المشترك السعودية: ضبط "زيت زيتون بالمخدرات" قادم من الأردن - صور المومني : القيادة الشابة الواعية ركيزة في بناء المستقبل "الاستراتيجية الإعلامية الثانية".. مُدن للدِّراية وبث الوعي لحماية الحقيقة من التضليل جنوب إفريقيا: المشاركون في قمة "العشرين" سيصدرون بيانا مشتركا رغم معارضة واشنطن حماس تطالب الوسطاء بوضع حد لخروقات الاحتلال ماكرون: مجموعة العشرين "في خطر" و"تواجه صعوبة بالغة" في حل الأزمات

المحاميد يكتب : في البيت العريق

المحاميد يكتب : في البيت العريق
د٠ حاكم المحاميد
في البيت العريق، محج القلوب، هنالك لقاءات لا تُسجَّل على الورق بقدر ما تُسجَّل في الروح، وترسم على الذاكرة لوحة خفيّة تمنح الإنسان يقينًا بأن هذا الوطن محروس بالعزم ومحفوف بالثناء. هكذا كان وقع زيارتي إلى الديوان الملكي الهاشمي، ذلك البيت العريق الذي يشبه في حضوره قلب الأردن النابض، حيث تتقاطع حكايات الدولة مع نبض الناس، وتلتقي وجوه الحاضر بظلال التاريخ الممتد، وتستشعر الحنان الهاشمي كنسمة دافئة تحضن روحك.
في ذلك الفضاء المهيب التقيتُ معالي رئيس الديوان، السيد يوسف العيسوي، "أبو حسن" فكان اللقاء طيبًا كما يُنتظر من رجل خبر تفاصيل الأردن وتحمّل أعباء خدمته على امتداد سنوات طويلة. جلسنا حول مائدة حديث يطول ولا يملّ، حديث عن الملك والوطن، عن القيادة التي تمسك بجمر الحقيقة وتنحاز دومًا للشعب، وعن رجلٍ واحدٍ، اسمه عبدالله الثاني، يواجه العالم بثقة ملكٍ يعرف قدر شعبه، ويخاطب المنابر الدولية بصلابة إنسان يدرك تمام الإدراك مكانة بلاده ودورها.
تحدثنا عن حضور جلالته العالمي، عن الهيبة الهادئة التي ترافق خطابه، وعن تلك اللغة التي تجمع بين الحزم والحنان؛ حزم الدولة القوية، وحنان الأب على أبنائه. وتوقفنا عند تلك الثقة الواسعة والمحبة الخالصة التي يوزعها قائد البلاد على شعبه، فيزداد الأردنيون تماسكًا وصلابة، كأنما كل كلمة يقولها جلالته تصبح جسرًا جديدًا نعبره نحو مستقبل أكثر طمأنينة.
ثم انساب الحديث نحو الأردن بوصفه فكرةً قبل أن يكون جغرافيا، بوصفه وطنا عابرا للزمن وللتاريخ وللجغرافيا، وعن الهوية الأردنية التي تعمّدَت بالعرق والتضحيات. تحدثنا عن الوحدة الوطنية، تلك التي تشبه نسيجًا محكمًا نسجته الأمهات بخيوط المحبة، وكلمة صدقٍ تُزرع في الصدر منذ أن يلثغ الطفل أولى الكلمات: "أنا أردني". وعن الثقافة الاجتماعية التي تربى عليها الناس في القرى والبوادي والمدن، حيث الشهامة ليست صفة وإنما سلوك يومي، وحيث الشرف ليس شعارًا وإنما ممارسة، وحيث الوطن هو الامتداد الطبيعي للقلب.
خرجت من ذلك البيت العريق وأنا أحمل شعورًا مضاعفًا بالاطمئنان. أدركتُ أن ما يجمع الأردنيين ليس فقط تاريخًا مشتركًا، بل علاقة خاصة مع وطنٍ يتجاوز في معناه حدود الخرائط. أدركتُ أننا، رغم التحديات، ما زلنا نحمل في صدورنا ذلك الخيط الرفيع الذي يربطنا بالأرض: خيط المحبة، والإخلاص، والولاء، الذي رضعناه مع حليب الأمهات، وما زلنا نحمله كرسالة لا تخبو.
انه البيت العريق، بيت كل الأردنيين، القلب النابض بالنهج، والسرّ الذي يعرفه كل أردني...
سيبقى الوطن قصيدتنا التي نهزجها كل يوم، وسيبقى الهاشميون عنوانها، وسيبقى عبدالله الثاني حادي حروفها...